وزير الخارجية السوري لـ"سبوتنيك": ندرك جيدا حرص مصر على وحدة سوريا واستقرارها

قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إن دمشق لديها ثقة كبيرة بشأن تحركات مصر، وأنها لن تكون إلا لصالح وحدة واستقرار سوريا.
Sputnik
وأضاف في رده على تساؤل "سبوتنيك"، خلال لقاء نظمه بالقاهرة مع كبار الإعلاميين ورؤساء التحرير بالصحف المصرية، وحضرته "سبوتنيك"، أن دمشق تدرك جيدا حرص القاهرة وسعيها لأجل سلامة ووحدة سوريا واستقرارها، وأن قنوات الاتصال بين البلدين مستمرة على أعلى المستويات في هذا الإطار.
وتحدث المقداد خلال اللقاء بالإعلاميين المصريين عن الظروف التي عاشتها سوريا في مواجهة الإرهاب والتطرف، بما في ذلك مواجهة جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابية". مشيدا بالانتصار الذي حققته مصر وجيشها على جماعات الإرهاب والتطرف، ومؤكدا أن سوريا كانت تترقب الانتصار المصري على هذه الجماعات، حيث تدرك أهمية هذا الانتصار وتأثيره على المنطقة برمتها.
التصعيد الإسرائيلي ضد سوريا... إعادة تصدير ثالثة للفشل العسكري في غزة والضفة
بشأن تطور استعادة العلاقات مستواياتها الطبيعية بين البلدين، أكد المقداد أن اللقاء الذي جمع الرئيسين عبد الفتاح السيسي وبشار الأسد في جدة شهد اتفاقا وحماسا من القائدين للنهوض بالعلاقات بين البلدين والعمل على تطويرها وتنميتها إلى آفاق أرحب، وأن الاتصال بين البلدين مستمر ومتواصل.
ولفت الوزير السوري، إلى التوافق على معظم الملفات مع مصر في كثير من القضايا، منها على سبيل المثال ما يخص ضرورة إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية.
وفق المقداد فإن ما تعرضت له بلاده خلال السنوات الماضية، كان تستهدف كيان الدولة السورية وتعكير أجواء الصف العربي بأدوات ارتبط معظمها بمخططات غربية استهدفت العديد من الدول العربية فيما سمي بالربيع العربي عام 2011.
تعزيزات عسكرية أمريكية جوا وبرا تصل إلى شرقي سوريا قادمة من العراق
كما أكد المقداد عمق وقوة العلاقات المصرية - السورية تاريخيا وعبر المراحل الأخيرة التي شهدت تحديات كبيرة وتقلبات وتغيرات في المنطقة العربية.
وشدد على أهمية نجاح مصر في التصدي للمخططات التي كانت تستهدف ليس فقط الدولة المصرية بل الأمة العربية.
وخلال حديثه تطرق لتفاصيل دقيقة عاشتها بلاده، حيث قال "إن ما حدث في عام 2011 كان يستهدف منظومة الأمن القومي العربي بما يحقق مطامع إسرائيل وهي التي تقف وراء كل تلك المحاولات التي اتضحت للجميع الآن بعد الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة خصوصا من إبادة بشرية ومحاولات الهيمنة على المواطن العربي في كل مكان والأمر المستغرب أن يتم تجاهل ذلك في الإعلام الغربي".
وتابع المقداد قائلا: "في بعض الحالات كان الخطر قريبا وعلى بعد أمتار قليلة من مقر عملنا في وزارة الخارجية السورية وكنا نشاهد رأي العين قتال المجموعات الإرهابية مع الحراسات الخاصة بالوزارة من منافذ مكاتبنا ولم نكن نعلم ما الذي كنا سنواجه في طريق عودتنا لمنازلنا لكننا كنا على ثقة بأن هذه الأحداث ستنتهي وستنتصر إرادة الدولة السورية".
السيسي والأسد يؤكدان رفضهما التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين
وأشار إلى أن الغرب كان يدعي أن ما يحدث في سوريا حينها هي تظاهرات سلمية، رغم حدة العنف والقتل الذي مارسته هذه الجماعات المسلحة. مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين " المصنفة على لوائح الإرهاب في بعض الدول العربية" اعتمدت القتل المباشر واستخدام القوة والعنف المسلح في سوريا، من أجل الاستيلاء على السلطة.
واتهم وزير الخارجية السوري، بعض القوى الغربية بدعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي الذي جرى صناعته كقوة في إطار خطة شمولية للسيطرة على المنطقة.
وقال المقداد إنه غادر قاعة الاجتماعات الكبرى بجامعة الدول العربية أثناء إلقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أمام الجلسة الافتتاحية للدورة 162 لمجلس وزراء الخارجية العرب، تعبيرا عن رفض سوريا للممارسات التركية وتم إبلاغ هذا الموقف بشكل رسمي لجامعة الدول العربية.
مناقشة