وحاول نتنياهو منع عرض الفيلم الوثائقي في مهرجان سينمائي كندي، وهو الطلب الذي رفضته محكمة إسرائيلية، في الأسبوع الجاري.
ويتضمّن فيلم "ملفات بيبي"، في إشارة إلى لقب رئيس الوزراء الإسرائيلي، مقاطع فيديو توثق نتنياهو وزوجته سارة وابنه يائير، أثناء استجوابات الشرطة بين عامي 2016 و2018، والتي سعت إلى فحص ما إذا كان نتنياهو متورطا في جرائم الفساد المنسوبة إليه، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ويُحاكم نتنياهو بتهمة منح مزايا لأباطرة الإعلام مقابل هدايا وتغطية إعلامية مواتية، لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفات، ووصف المحاكمة التي بدأت في عام 2020، بأنها "حملة شعواء".
كما يسلط الفيلم الضوء على رئيس الوزراء الإسرائيلي، في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطا محلية ودولية مكثفة بشأن مسؤوليته عن الإخفاقات الأمنية، التي أدت إلى الهجوم الذي قادته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والحرب الجارية في قطاع غزة.
لقطات غير منشورة
وقبل عرض الفيلم في كندا، يوم الاثنين الماضي، رفع نتنياهو دعوى قضائية ضد دولة إسرائيل والصحفي الاستقصائي الإسرائيلي البارز، رافيف دراكر، وزعم أن الفيلم، الذي أنتجه المخرج الحائز على جائزة أوسكار، أليكس جيبني، ينتهك القانون الإسرائيلي، بعرضه لقطات غير منشورة من استجوابات الشرطة له.
وفي الدعوى المرفوعة ضد الصحفي الإسرائيلي دراكر، الذي يعد أيضا أحد منتجي الفيلم، زعم محامي نتنياهو أن دراكر "عرّف نفسه علنا بأنه خصم سياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وأعرب عن رغبته في إنهاء ولايته".
كما زعم نتنياهو أن دراكر كان على علم تام بالقانون، الذي يحظر نشر التسجيلات الصوتية أو المرئية من غرف الاستجواب دون موافقة مسبقة، وعلى الرغم من هذا، زعم أن دراكر "سهّل نشر مثل هذه اللقطات".
لكن قاضيا في محكمة إسرائيلية رفض طلب نتنياهو، قائلا إنه بما أن طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي تم تقديمه في نفس يوم عرض الفيلم في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، فلم يكن هناك وقت كاف لعقد جلسة استماع مناسبة.
ويبدأ الفيلم الوثائقي، البالغ مدة عرضه ساعتين تقريبا في عام 2015، عندما فاز نتنياهو بإعادة انتخابه للمرة الرابعة، ويركّز الفيلم بشكل خاص على المشاكل القانونية الطويلة الأمد التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتحقيقات التي تجريها الشرطة الإسرائيلية في سلوكه.
ولا يزال الفيلم في مرحلة المونتاج النهائية، لكن عرض النسخة الأولية في وقت مبكر من الأسبوع الجاري، اجتذب نحو 200 شخص في مهرجان تورنتو السينمائي لعام 2024، وفقا للحاضرين.
وفي نهاية عرض الفيلم، يوم الاثنين الماضي، أعلن منتج الفيلم، أليكس جيبني، للجمهور في المهرجان أن نتنياهو قدم اقتراحا بوقف عرض الفيلم، لكن المحكمة رفضت طلبه.
وقال جيبني: "كان هناك سببان للقدوم إلى هنا إلى تورنتو، الأول هو أن الناس يموتون كل يوم، وأردنا أن نصدر بيانا بهذا الفيلم، والثاني هو أننا أردنا عرضه هنا في السوق، وأن يكون لدينا أشخاص يمكنهم تناوله، حتى نتمكن من عرضه لبقية العالم، هذه هي الفكرة، والمصلحة هي إخراجه في أسرع وقت ممكن حتى يمكن رؤيته في كل مكان".
قصة "التراجع الديمقراطي" في إسرائيل
قالت أليكسيس بلوم، مخرجة الفيلم، إنه على الرغم من أن الفيلم لا يزال "قيد التنفيذ"، إلا أن فريق عمل الوثائقي شعر "بحاجة ملحة" لإيصاله إلى جمهور أوسع، حتى يتمكن الناس من الحصول على معلومات أفضل عن أحد أكثر القادة السياسيين أهمية في إسرائيل".
وعلى الرغم من الضجة التي أحاطت بمهرجان الفيلم الكندي، إلا أن الفيلم الوثائقي "ملفات بيبي" لن يُعرض في إسرائيل، وذلك بسبب قانون في البلاد ينص على أن من يتم تصوير شخص ما في إجراء رسمي لديه الحق في الخصوصية، ولا يمكن عرض اللقطات.
لكن ذكرت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، أنه تم افتتاح قناة جديدة أو غرفة دردشة على منصة "تلغرام"، والتي طرحت إعلانا عليها هو: "قريبا وحصريا على قناة "ملفات بيبي"، الفيلم الكامل للتنزيل، كل الاكتشافات والفضائح".
وتمكنت القناة منذ انطلاقها في اجتذاب أكثر من 9500 عضو.