والتقط الصورة غير المسبوقة تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، والتي تصفها الأستاذة المساعدة في الفيزياء بجامعة نورث إيسترن جاكلين ماكلياري، بأنها "مرحلة المراهقة في الكون".
وأطلق علماء الفلك على الصورة التي رصدها تلسكوب "جيمس ويب" في الفضاء السحيق اسم "زوج علامات الاستفهام"، لكن تبين في واقع الأمر بأنه مجرد "وهم بصري"، وأن علامة الترقيم الكونية تشكلت من زوج من المجرات البعيدة بفعل ما يسمى بـ"العدسة الجاذبية".
و"العدسة الجاذبية" هي أداة مفيدة لاستجواب الكون، وهي تشبه إلى حد كبير استخدام عدسة مكبرة، إلا أن المنحني ليس قطعة من الزجاج بل الفضاء نفسه.
ووفقا لنظرية النسبية العامة للعالم ألبرت أينشتاين، فإن المكان والزمان (الزمكان) منحنيان في وجود هياكل ضخمة، مثل مجموعة من المجرات، والصورة الجديدة (زوج علامات الاستفهام) هي دليل مقنع على أن النظرية التي قدمها أينشتاين في عام 1915، تصف بدقة نسيج الكون.
وفي حالة الصورة الجديدة، فقد حدث الانحراف بسبب مجموعة مجرات تسمى "MACS-J0417.5"، وهذا النوع من الانحراف نادر، ويُعرف بين العلماء باسم "السُرّة الزائدية".
وبحسب بيان صحفي صادر عن معهد علوم تلسكوب الفضاء بأمريكا، فإن المجرتين تبعدان عن كوكب الأرض مسافة 7 مليارات سنة ضوئية، وهما قريبتان للغاية من بعضهما بعضا لدرجة أنهما تتفاعلان، ولا يبدو أن أيا من المجرتين قد تشوهت بفعل جاذبية الأخرى، لذا يعتقد علماء الفلك أنهم يرون هذا التفاعل في بدايته أو على وجه التحديد، كما بدأ للتو منذ 7 مليارات سنة.
وتعتبر صورة حديثة مثل "زوج علامات الاستفهام"، ذات قيمة لا تقدّر بثمن لعلماء الفلك والفيزياء الفلكية، الذين على الرغم من قضائهم قرونا من الدراسة، إلا أنهم لا يزالون يحاولون الإجابة على سؤال أساسي لمساعدة البشر على فهم الكون وهو كيف تنشأ المجرات؟