وأضاف الخبير السوري في تصريح لـ "سبوتنيك" حول الطريقة التي استخدمتها إسرائيل في تفجير "البيجرات، قائلا: "تم إطلاق موجات راديوية عالية بنفس تردد موجة البيجر على مساحة لبنان والأردن، وعلى جزء من الأراضي السورية تقريبا وصل إلى حدود عدرا (شمال دمشق)"، مشيرا إلى أنه عبر استخدام مقويات أرضية وجوية أرسلت إشارة محملة برسائل أدت لتفعيل الإنذار أو الصفارات في أجهزة البيجر ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة البطارية الداخلية المصنوعة من الليثيوم وللأسف هي نوع قديم لم تتم معالجته بشكل جيد ما أدى إلى انفجارها بأيدي أصحابها أو في حقائبهم.
وأوضح الخبير التكنولوجي: "تستخدم في هذه الحالات أجهزة تسمى أجهزة "ديمير" يمكنها استغلال إشارات الراديو من 5 هرتز ولغاية 5 غيغا هيرتز وأجهزة "إيرسباي" للحصول على موجات الراديو المطلوب استهدافها، والموجة الراديوية التي تعمل عليها أجهزة (البيجر) موجة سهل الوصول إليها ورفع هرتزيتها عبر أجهزة الديمير "jammer".
وأشار فاعور إلى أن العملية تصنف تحت مسمى الحرب الإلكترونية، وأن الأجهزة التي يحتمل انفجارها كثيرة باستخدام هذه التقنية ولكن الأهم هو استهداف تردد أي نوع من هذه الأجهزة يحوي بطارية أو وحدات طاقة، فكل جهاز يعمل على شبكة لاسلكية يحمل بداخله بطارية مصنوعة من مادة الليثيوم قابل للانفجار.
عملية مركبة شاركت فيها عدة دول
وعن الأبعاد والتداعيات السياسية والاستراتيجية لذلك العدوان، قال أمين سر مؤتمر الأحزاب العربية، الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد الله منيني: "لا شك أن ذلك اعتداء آثم اكتسب صفة عدوان أكثر من اعتداء ويشكل تطوراً خطيراً في المعركة الدائرة بين المقاومة والاحتلال وخاصة في الأسلوب المتبع هذه المرة وهو أسلوب مختلف لم تراعَ فيه قواعد المعركة أي المواجهة العسكرية، مشيراً إلى أنه توسيع نطاق العدوان على المدنيين دون أي مراعاة إن كانوا أطفالاً أو نساء أو شيوخاً وبأي حال هذا هو حال الكيان الصهيوني الذي لا يخضع لأي معايير أو قوانين أو أخلاق أو قواعد أو مواثيق أو أي شيء آخر".
وأضاف منيني: "نحن أمام اعتداء سيبراني خطير جداً وباعتقادي أن هذا الاعتداء لا يمكن للكيان الصهيوني بمفرده أن يقوم به أي بمعنى نحن أمام عملية مركبة شاركت فيها عدد من الدول وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية الداعم العالمي للكيان الصهيوني والتي تزوده بكل ما يلزمه لاستمرار وتسعير هذه الحرب وهذا دور الأمريكي في إشعال الحروب في العالم والاستفادة من حرائق هذه الحروب"، مشيراً إلى أنه من الواضح تماماً أن هذا الاعتداء مخطط له بعناية وليس نتيجة هذه الفترة وجرى التحضير له ضمن فترات زمنية متعددة إلى أن جاءت ساعة الصفر للبدء به.
"العدو الإسرائيلي" يرد على كل من يقاومه وليس "حزب الله" فقط
وأوضح الكاتب السياسي أن ساعة الصفر توقيتها مرتبط بالعديد من الإخفاقات التي يعاني منها الكيان الصهيوني على المستوى الداخلي وعلى مستوى المعركة التي يخوضها في قطاع غزة والضفة الغربية إضافة إلى الشمال وبعد الهجوم الذي شنته القوات اليمنية مؤخراً بالصاروخ الباليستي الذي كسر كل الهيبة المتبقية للكيان وأنظمة دفاعه الجوية "قبته الحديدية ودفاعاته الأرضية"ومعلوماته الاستخبارية لافتاً إلى أن العدو يتعامل مع الساحات بواقع أن هناك وحدة بينها وبالتالي هو ينوع الرد وأساليبه وأماكنه ويعتبر أنه بمثل هذا الاعتداء يرد على كل من يقاومه ولا يستهدف حزب الله فقط والواضح أن المستهدف هو كل الشعب اللبناني كما أن كل الشعب الفلسطيني مستهدف وكذلك الشعب السوري والعراقي واليمني فالعدو لا يفرق بين أحد وبالنسبة له كل من ينكر وجوده ويريد استعادة حقوقه وهو مستهدف.
ساعات حرجة في مسار المعركة مع إسرائيل
وأشار منيني إلى أن إظهار هذا العنف والإرهاب السيبراني بهذا الشكل الوحشي يضع الكيان الصهيوني اليوم أمام تحديات كثيرة ونحن أمام انتقال لهذه المعركة من مربع إلى مربع واعتقد أن الصهيوني يريد أن يرسمه لكن كيف ستقوم المقاومة بالتكتيك لتضع المربع اللازم في معركتها القادمة ورد الاعتبار الذي بات حتمياً وخاصة أن حزب الله أوضح منذ بداية معركة طوفان الأقصى أن أي استهداف المدنيين بالضرورة سيكون هناك رد يوازي هذا الاستهداف مؤكداً أننا أمام ساعات حرجة وتحول حقيقي في مسار المعركة وتغير في استراتيجية المعركة وتكتيكات جديدة تؤدي إلى هذه الاستراتيجية بمعنى أن قواعد الاشتباك اليوم بلغت تطوراً جديداً وصولاً إلى الأمن السيبراني الذي يشكل خطورة كبيرة جداً وخاصة أنه موجود مع كل فرد في كل مكان من العالم وبالتالي هذا الاعتداء الآثم تطور خطير بكل معنى الكلمة.
الولايات المتحدة شريك حقيقي في عدوان "البيجر"
وقال الكاتب السياسي: "بالنسبه لي عدا عن تحميل الكيان الصهيوني مسؤولية هذا الاعتداء، الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً تتحمل نتيجة هذا الاعتداء وكل من يؤيد الكيان الصهيوني ومد له بكل أسباب استمرار هذه المعركة، لكن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد مجرد داعم في هذه المعركة وإنما هي شريك حقيقي في قتل وذبح وارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني واليوم ضد الشعب اللبناني والسوري والعراقي وفي أي مكان".