وأفاد مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا، نقلاً عن مصادر محلية وميدانية عن فرار عدد جديد من عائلات “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا والعديد من الدول)، من مخيم (الهول) الواقع تحت سيطرة الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له في ريف محافظة الحسكة، وذلك بمساعدة عدد من عناصر وقياديي قوات "قسد" وهي الحالة الثانية خلال الأسابيع الماضية.
وقال محمد المحمود أحد سكان المنطقة المحيطة بمخيم الهول شرقي الحسكة لوكالة "سبوتنيك"، بأن النساء الفارات تحديداً من القسم الخاص بما يسمى (المهاجرات) الذي يضم زوجات وأطفال "داعش" من الجنسيات الأجنبية، دون معرفة عدد النساء الفارات وجنسيتهن وسط معلومات تفيد بإلقاء القبض على عدد منهن من قبل قوات "قسد".
وتابع المحمود أن قوات "قسد" بكافة تشكيلاتها كثّفت الإجراءات الأمنية ونشرت حواجز إضافية في الطرق المؤدية إلى مخيم الهول تزامناً مع توقف عمل كاميرات المراقبة التي وضعتها "قسد" داخل وخارج المخيم لمراقبته من دون معرفة الأسباب، منوهاً بأن "قسد" ألزمت العاملين مع المنظمات الدولية والإغاثية كلهم بالبقاء ضمن مكاتبهم ومقرات العمل الخاصة طوال توقف عمل كاميرات المراقبة.
وزادت عمليات فرار المحتجزات داخل مخيم الهول منذ مطلع الشهر الجاري وتحديداً من القسم الخاص بالمهاجرات الذي يضم محتجزات من الجنسيات الأجنبية، ففي منتصف أيلول الجاري تمكنت سيدتان تحملان الجنسية الروسية وثلاثة أطفال من الفرار، وأن عمليات التهريب من المخيم تديرها شبكات متخصصة تتقاضى مبالغ تصل إلى آلاف الدولارات وتحديداً من النساء الأجنبيات.
وينتشر في محافظتي الحسكة والرقة عدد كبير من السجون والمعتقلات والمخيمات التي تديرها قوات "قسد" الموالية للجيش الأمريكي والتي شهدت تسجيل عدد كبير من حالات الهروب والاستعصاء، بما في ذلك هروب مجموعات من مسلحي تنظيم "داعش".
تشليح "منظمة دولية"
وفي سياق آخر، تعرضت سيارات وأعضاء منظمة (أي تي اف) الدولية غير الحكومية المختصة بنزع الألغام، المتعاونة مع الجيش الأمريكي، اليوم الأربعاء 19 سبتمبر/ أيلول، لعملية تطويق وانتزاع جميع معداتها من قبل مسلحين مجهولين بريف منطقة الشدادي جنوب الحسكة.
وقال محمد الصالح من سكان المنطقة وشاهد عيان لـوكالة "سبوتنيك" إن خمسة مسلحين ملثمين كانوا يستقلون دراجتين ناريتين اقتحموا مكان عمل افرارد المنظمة المذكورة في قرية (جاند وعناد) التي تبعد نحو 17 كم جنوبي الشدادي، والتي تضم قاعدة للجيش الأمريكي.
وأضاف أن المسلحين أطلقوا النار في الهواء فوق 12 شخصاً من أفراد طاقم المنظمة (وهم من سكان مدين الحسكة)، بعدها استولوا على معدات لنزع الألغام بالإضافة لسرقة سيارة إسعاف والهواتف المحمولة للأعضاء تحت تهديد السلاح، دون إصابة أي أحد من موظفي المنظمة المذكورة.
وأشار إلى أن أعضاء المنظمة ترافقهم 4 سيارات، اثنان منها لنقل الأعضاء إلى جانب سيارة إسعاف وسيارة نوع (كيا) تحمل معدات لنزع الألغام.
ومنظمة (أي تي اف ) تعزيز الأمن الإنساني ( كانت تعرف سابقا بالصندوق التنموي الدولي لإزالة الألغام ومساعدة ضحايا الألغام ) هي منظمة تأسست على يد حكومة جمهورية سلوفينيا في مارس 1998 وكان هدفها الأولي هو مساعدة البوسنة والهرسك في تحقيق السلام وتوفير المساعدة والدعم لإعادة التأهيل بعد الصراعات.