أوضح كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، مجدي شاكر، أن أشهر سجلات حضور وانصراف العمال في مصر القديمة هي لوحة "الأوستراكا" المصنوعة من الحجر الجيري تم اكتشافها بمنطقة "دير المدينة"، لا تزال محفوظة في المتحف البريطاني.
وأكد شاكر أن "الأوستراكا" ترجع إلى عصر الأسرة التاسعة عشرة، في العام الأربعين من عهد الملك رمسيس الثاني، وتحتوي على سجل لحضور وتغيب العمال في "دير المدينة" على مدار 280 يوماً وهي أيام العمل المسموح بها طوال العام في مصر القديمة.
وعن تفاصيل اللوحة، قال شاكر في تصريح لقناة "العربية نت"، إن كاتب الأنفار كان يدون أسماء العمال الحاضرين، إلى جانب كشف بأسماء المتغيبين وسبب الغياب وقد خطت باللون الأحمر.
وذكر شاكر بعض أسباب تغيب العمال المذكورة في اللوحة، وهي أن العامل "أنحور خاوي" تغيب في الشهر الرابع من فصل الربيع في اليوم السابع عشر من أجل معاونة زوجته بسبب "الدورة الشهرية"، التي كانت أحد الأسباب المقبولة لدى العامل التي توجب له الحصول على إجازة عمل مدفوعة الأجر، لرعاية الزوجة.
وبالنسبة لحجج الغياب الأخرى التي تم تدوينها بسجل الحضور والانصراف والغياب، تم تبرير غياب أحد العمال بسبب "الذهاب إلى المعبد"، كما جاء سبب غياب عامل آخر بسبب الاحتفال بعيد ميلاد ابنته.
وأضاف شاكر، أن أحد العمال دون بلوحة "الأوستراكا" سبب تغيبه الذي كان شائعا أيضا في ذلك الوقت، وهو حضور مراسم تحنيط أخيه، بينما جاء غياب آخرين بسبب التعب أو الإرهاق أو اعتلال المزاج.
أما أكثر الأعذار دهشة، بحسب الخبير الأثري هو "تخمير البيرة"، حيث كانت تعتبر البيرة شرابا يوميا رئيسيا، كما كانت تقدم في الاحتفالات والمهرجانات، وكان العمال في الأهرامات يحصلون على 10 مكاييل يوميًا منها. ويبدو أن تخمير البيرة كان واجبًا مقدسًا لدى المصري القديم، وكما تضمنت أسباب الغياب الأخرى بناء المنزل،ورعاية الوالدين.
ولفت إلى أنهم كانوا يحصلون على يوم إجازة كل 10 أيام عمل، حيث كان الشهر يقسم إلى عشور، فيما يحتوي الأسبوع على 10 أيام وليس 7 كما في الوقت الحالي.
ويشار إلى أنه عُثر في وقت سابق بمنطقة وادي الملوك على لوحة أثرية عمرها يزيد عن 3 آلاف عام تبين أن عمال بناء مقابر الملوك والملكات كانوا يوقعون بالحروف الأولى من أسمائهم وذلك لإثبات حضورهم للعمل.