باحث سياسي إيراني عن كلمة نصر الله: خطاب هادئ والرد مفتوح

وصف الباحث السياسي الإيراني مهرداد خليلي خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرلله بـ "الهادئ"، معتبرا أنه "أراد إيصال رسالته دون أي انفعال، لذا التزم بالهدوء".
Sputnik
وفي ما يتعلّق بردّ "حزب الله" على الاستهداف الإسرائيلي على لبنان، قال خليلي في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك": "يمكن القول إن نصر الله قد اتخذ خطوات مشابهة لعملية الرد على اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الأربعينية الحسينية، حيث أوقع إسرائيل في حالة من التوتر النفسي يجعلها تعيش ضغطًا نفسيًا أكبر على مستوى القيادات والمستوطنين، مقارنةً بأيام الرعب التي عاشوها سابقا".
وأضاف أنه "لا توجد مؤشرات على أنه سيكون هناك رد مشترك بين فصائل محور "المقاومة" على ما حدث في بيروت بل سيكون الرد على هذه الجريمة من قبل حزب الله وحده وقد تصل الصواريخ إلى ما بعد حيفا".
ولفت الباحث السياسي الإيراني إلى أن "نصر الله شدد في خطابه على أن إسرائيل ارتكبت هذه الجريمة دون أي ضوابط، مما يؤكد أن الرد سيكون بحجم ومستوى ما ارتكبته".
نصر الله بعد "تفجيرات البيجر": تلقينا ضربة غير مسبوقة وسنتجاوزها برؤوس مرفوعة
وتابع: "الرد سيفاجئ الكثيرين، سواء الأصدقاء أو الأعداء، على اعتبار أن إسرائيل كسرت كل الخطوط الحمر بهذه العملية لناحية عدد الإصابات الذي بلغ أكثر من 4000 جريح".
واعتبر خليلي أن "حزب الله في المعركة البرية أقوى من إسرائيل على اعتبار أنه تشكل من أبناء القرى الجنوبية الأمامية وبالتالي هم أصحاب الأرض ويعرفون تفاصيل هذه الأرض، وبالتالي لن تكون المعركة سهلة معهم خصوصا أننا نتحدث عن قدرات حزب الله في العام 2024 توازي قدرات جيشًا بأكمله".
وتابع: "حزب الله لم يستخدم كل أسلحته الاستراتيجية في هذه المعركة، وخبأها في مستودعاته لاستخدامها في المعركة الكبرى المجهولة التوقيت".
وأشار خليلي إلى أن "إسرائيل لم تعد تملك أوراق ضغط على حزب الله"، مرجحًا أنها "قد تسعى إلى رفع مستوى التوتر والرعب في الداخل اللبناني عبر الضغط على البيئة المعادية لحزب الله".
الحرس الثوري الإيراني يعد حسن نصر الله بـ"رد ساحق وماحق" على إسرائيل
كما تطرق للحديث عن الدور الإيراني في مساعدة لبنان على الصعيد الصحي، قائلا: "سارعت قيادات الهلال الإيراني للاجتماع وقررت إرسال الوقود والمواد الطبية بسرعة إلى بيروت لمساعدة القطاع الطبي في لبنان".
يُذكر أن أجهزة "بيجر" انفجرت في أجزاء مختلفة من لبنان، يومي الثلاثاء والأربعاء، وأصيب ما يصل إلى أكثر من 3 آلاف شخص، وتوفي 37. ولم يعرف بعد سبب التفجير المتزامن لعشرات الأجهزة. واتهم "حزب الله" والسلطات اللبنانية إسرائيل في الحادث.
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
إلا أن حدة التوترات تصاعدت، في الآونة الأخيرة، إلى حد كبير متزامنة مع تهديدات إسرائيلية من شن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وتتزايد المخاوف عالميا من نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، تتحول إلى صراع إقليمي أوسع يجر دولا أخرى في المنطقة.
مناقشة