ولم يتعرض الصبي لأي لدغات من حشرات، أو أي إصابة أخرى، كما أن نموه كان طبيعيا، وتلقى كافة التطعيمات الخاصة به.
لكن كانت الصدمة الكبرى هي أن الأطباء اكتشفوا أن تلك الخطوط ما هي إلا ديدان طفيلية تحت جلده.
وعندما سأل الأطباء الطفل عن مكان مسكنه، وجدوا بعض الأدلة وراء إصابته، وهي أنه من منطقة مكتظة بالسكان في روندو، وهي منطقة في شمال شرق ناميبيا، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 118 ألف نسمة.
وهنا، اكتشف الأطباء أن الطفل كان يلعب حافي القدمين في الرمال مع أصدقائه، في مناطق يقضي فيها الكلاب والقطط حاجتهم أيضا.
وشخّص الأطباء حالة الطفل في النهاية، بمرض "اليرقات الجلدية المهاجرة"، وفقا لدراسة نشرت في مجلة "Scientific Research" العلمية.
وتعيش الديدان الخطافية البالغة داخل أمعاء الكلاب والقطط المصابة، حيث عندما تقضي هذه الحيوانات حاجتها، فإن برازها يحتوي أحيانا على بيض الديدان الخطافية، وعندما يضع الإنسان قدمه على تلك التربة أو يجلس عليها أو يلمسها، يمكن لليرقات أن تحفر في جلده، وهي ليست ناضجة بما يكفي لاختراق مناطق أخرى من جسم الإنسان، بل تبقى في الجلد، وتتحرك بمقدار سنتيمتر واحد في اليوم.
ومن الشائع جدا انتقال تلك الديدان بشكل خاص في القدمين والأرداف والفخذين واليدين، لكن لا يمكن أن تدخل من خلال أي جزء من الجلد.
وعندما تتحرك اليرقات تحت الجلد، يتفاعل الجهاز المناعي للجسم، مما يتسبب في ظهور الخطوط الحمراء الملتهبة والمتعرجة، التي تميز مرض "اليرقات الجلدية المهاجرة".
وتنتشر هذه العدوى بشكل خاص في المناطق الاستوائية من العالم ذات الصرف الصحي والبنية التحتية السيئة، بما في ذلك منطقة البحر الكاريبي، وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، وأجزاء من جنوب شرق أمريكا.
وبعد مرور أسبوع واحد، اختفت الحكة من عند الطفل، وبحلول 6 أسابيع، اختفت علامات الديدان.
وفي بعض الأحيان، تختفي الحالة من تلقاء نفسها دون علاج، وذلك لأن اليرقات تحت الجلد تموت من تلقاء نفسها، لكن عندما تسبب الديدان حكة للمريض، كما في حالة الطفل البالغ من العمر 7 سنوات، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور تقرحات على الجلد تصبح مصابة، وفي هذه الحالة، يختار الأطباء علاجها بالأدوية.