وقال الشميري، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس: "ربما يساهم هذا التقارب في تمكين بعض مكونات الشرعية، التي بينها تباينات مختلفة، التي تتنوع بين بعضها الأيديولوجية والمناطقية وبعضها ذات طابع آخر".
وتابع: "هذه التباينات لا شك تلقي بظلالها على المشهد السياسي الراهن، فهناك تباين بين المكونات الشمالية والجنوبية أولا، وتباينات بين تيارات دينية وتيارات مدنية وسياسية، علاوة على أن هناك أيضا خلافات إقليمية تلقي أحيانا بظلالها في خضم هذه المكونات".
وأشار رئيس مركز "جهود"، إلى أن "هذا التقارب بين الانتقالي وطارق صالح، قد يخدم الشرعية اليمنية، لكن لن يصل إلى حد إشعال الجبهات، إنما قد يكون له فوائد في التصدي لأي هجمات حوثية (أنصار الله) محتملة، وكذلك تمكين بعض الروابط التي تعود بموضوع الخدمات، ففي الحكومة مشاكل كثيرة متعلقة بوزارات خدمية".
وحول ما إذا كان هذا التقارب يحظى بدعم أمريكي وإسرائيلي، في هذا التوقيت، يقول الشميري: "هذا التوصيف غير دقيق، لأن معظم المكونات الداخلية تحظى بدعم من دول معظمها إقليمية وعربية وخاصة من المملكة العربية السعودية والإمارات وسلطنة عُمان الكويت، هذه الدول التي لها علاقة في إطار المكونات الشرعية، وبالمقابل إيران تدعم الجماعة الحوثية".
ولفت الشميري إلى أن "إسرائيل وأمريكا، حتى الآن، لهم مصالح في البحر الأحمر، لكن لم تصل بعد إلى مرحلة دعم أحد المكونات في الضفتين، إنما أحيانا تستخدم هذه اللافتة من قبل جماعة الحوثي لاتهام الشرعية بأنها مدعومة من إسرائيل، في محاولة لتبرير ما تقوم به في البحر الأحمر لا غير".
وفي الـ7 من أبريل/ نيسان 2022، تعزز تحالف طارق صالح، والمجلس الانتقالي الجنوبي، من خلال مبادرة أمانة مجلس التعاون الخليجي، التي انتهت بنقل الرئيس عبد ربه منصورهادي، صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي، المكون من وزير الداخلية الأسبق رشاد العليمي، وعضوية كل من عيدروس الزبيدي، وفرج البحسني، وعبدالرحمن المحرمي، وعبد الله العليمي، وطارق صالح، وعثمان مجلي، وسلطان العرادة، لكن هذه التشكيلة التي كان هدفها إعادة تصويب الحرب ضد جماعة "أنصار الله" ظهرت فيها بوادر انقسام.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عندما توصلت الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله"، إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" اليمنية، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 من مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من سيطرة الجماعة.