وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله"، مهدي المشاط: "ننصح النظام السعودي بتسريع خطوات إنهاء العدوان، وإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب، ورفع الحصار كلياً، وجبر الضرر، ومعالجة القضايا الإنسانية لما فيه من مصلحة له ولليمن ولكل المنطقة"، على حد تعبيره.
ونصح المشاط، السعودية بـ"الخروج من عباءة الإملاءات الأمريكية، وحالة التردد والمماطلة"، على حد قوله.
وأدان المشاط: "الجرائم البشعة والشنيعة التي يقترفها الكيان الصهيوني المؤقت بحق أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني وكل شعوب المنطقة بدعم أمريكي وغربي غير مسبوق".
وتأتي دعوة القيادي في "أنصار الله" بعد أيام من إعلان وزير الخارجية في حكومة الجماعة، جمال عامر، يوم الاثنين الماضي، رفض ربط جهود التسوية السياسية في اليمن، بالهجمات البحرية التيتشنها الجماعة وتبررها بأنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها دعماً للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي، د. أحمد الشهري، إن "هذه الدعوة جاءت بعد فشل الحوثيين فيما يدعونه من إسناد لغزة والعربدة التي يمارسونها في البحر الأحمر"، على حد قوله.
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك": "لقد تأكدوا أن مشروعهم الذي كانوا يريدون إقامته في اليمن فشل، فلا هم دولة ولا هم ميليشيا، وإنما هم صنيعة من صنائع إيران، وها هي تخلّت عنهم، كما جاء على لسان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في الأمم المتحدة"، على حد قوله.
وأشار إلى أن "السعودية جاهزة وكذلك الأشقاء في الخليج وسلطنة عمان والجامعة العربية لتسوية تعيد الشرعية، وتعيد صنعاء إلى اليمن، وإنهاء معاناة الشعب اليمني".
من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد مجيب شمسان، إن "صنعاء أظهرت كل ما لديها للسلام وقدمت تنازلات كثيرة، لكن تحالف العدوان هو الذي يصر على الحصار والاعتداء ولم يصلوا إلى شيء، بل أن مصالحهم تضررت"، مشيرا إلى أن "الدخول في سلام حقيقي هو الحل الوحيد للطرفين".
وأشار شمسان في تصريحات لـ"سبوتنيك" إلى أن "توقيت هذه الدعوة هو ذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر/ أيلول، التي كانت لتحرير اليمن من الوصاية الدولية، وهي مناسبة لإرسال رسالة للسعودية والتحالف أن جماعة "أنصار الله" اليمنية لن تقبل تكرار هذه الوصاية مرة أخرى بشكل مختلف".
وأضاف شمسان أنه "لا جديد في وساطات التسوية بعد الجهد العماني"، لافتا إلى أن "السعوديين فقدوا مصداقيتهم في كل الملفات التي تم التفاوض بشأنها".
إلى ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، د. معن دماج، إن "هذا التصريح هو نوع من الضغط على المملكة العربية السعودية من قبل جماعة "أنصار الله" اليمنية، وهي تعبير عن تذمر "أنصار الله" من أن الاتفاقات في كل مرحلة تصل إلى نقطة متقدمة ثم تنهار قبل التوقيع، مثلما حدث في آخر مرة ثم انهارت بسبب الأحداث في غزة".
وأشار دماج إلى أن "هذا الخطاب هو استمرار لخطابات من مستويات مختلفة داخل الحركة الحوثية، وهو يعبر عن الأزمة الموجودة داخلها خاصة اقتصاديا، التي تثور على خلفيتها احتجاجات مستمرة في الشارع"، على حد قوله.