وقال صالح في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس: "الكلمة التي ألقاها الزبيدي، تُعد تاريخية وتطور سياسي ودبلوماسي لافت وغير مسبوق بالنسبة لقضية الجنوب، خاصة وهذه المشاركة وإن كانت باسم مجلس القيادة الرئاسي، إلا أنها تناولت ولأول مرة قضية شعب الجنوب، وأشارت إلى أنها تعرضت، ضمن قضايا أخرى، للتهميش سابقاً بفعل غياب الإرادة الدولية، بل واعتبرت حلها وبوضوح شرطا أساسيا لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة".
وأضاف القيادي بالانتقالي: "منذ ثلاثين عاما على احتلال الجنوب لم يسمع العالم من كل ممثلي اليمن، في مثل هذا المحفل الدولي المهم جدا، خطابا من هذا النوع، يدعو إلى إنصاف شعب الجنوب وحل قضيته، بل على العكس من هذا، كانت كل المشاركات الرسمية اليمنية السابقة، تحرص على وأد قضية الجنوب ومطالب شعبه، بل وتستعطف المجتمع الدولي لدعم خطوات استهداف وتصفية هذه القضية تحت مصطلح دعم أمن واستقرار ووحدة اليمن، الذي يعني في مضمونة تجاهل الحق الجنوبي وإدارة المجتمع الدولي الظهر لمطالبه".
وأشار صالح إلى أن "تناول الرئيس الزبيدي، قضية شعب الجنوب في كلمة له باسم مجلس القيادة الرئاسي، المعترف به دوليا، تأكيد على مشروعية القيادة الجنوبية، وتمثيلها للإرادة الشعبية، سيما وأن مشاركة الانتقالي في هذا المجلس جاءت واضحة ولأهداف محددة، تنطلق من كونه حامل وممثل لمشروع استقلال الجنوب واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة".
وأوضح أن "الشيء المهم والتاريخي أن الدعوة التي وجهت للمجتمع الدولي لحل قضية الجنوب، لأول مرة تأتي من مسؤول في الشرعية وهو اللواء عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس الرئاسة ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وهذا اعتراف بهذه القضية، وعلى المجتمع الدولي سرعة التعاطي معها وعدم التشكيك بعدالتها".
ولفت إلى أن "إطلاق دعوة حل القضية الجنوبية من داخل أروقة الأمم المتحدة ومن ممثل المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه، فهذه خطوة إيجابية تحسب لهذا الكيان وفعاليته وقدرته على تحقيق هذا الاختراق والإنجاز السياسي والدبلوماسي، عبر العمل السياسي المرن والمنفتح على كل الخيارات والوسائل".
ويشهد اليمن هدنة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي للعام العاشر تواليًا، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.