حذرت كبيرة مفتشي الآثار بالهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان، حباب إدريس، من أن هذه الكنوز الطبيعية تتعرض للسرقة، حيث يُستخدم ما تبقى من ثمارها المتحجرة في تزيين المباني والحدائق، دون أن يدرك اللصوص قيمتها التاريخية التي لا تُقدّر بثمن.
وأكدت أن الغابة مهملة وتركت تعاني وتنازع، فأشجارها العملاقة التي تملأ المكان ليست مجرد صخور متناثرة على الرمال، بل هي كنز أثري نادر لا يُقدّر بثمن، يمثل إحدى أعظم العجائب الطبيعية التي منحتها الطبيعة للبشرية.
الغابة الأثرية المتحجرة
© Photo / youtube/Ma7maiat masr
وتابعت أن النقوش والرموز التي تزين تلك المدافن لا تزال تحتفظ بألوانها الزاهية، رغم مرور القرون، وكأنها نُقشت بالأمس، لافتة إلى أن الغابة تشكّلت نتيجة تحولات مناخية مفاجئة قبل ملايين السنين، حيث تحجرت الأشجار بفعل تقلبات حادة بين الحرارة الشديدة والبرودة القارسة.
وفي سياق متصل، أفاد أحد مواطني المنطقة بأن الموقع الأثري يواجه اليوم مخاطر تهدد وجوده، سواء بالنهب والسرقة أو التخريب والإهمال، وأن العديد من تلك القطع الأثرية النادرة قد اختفت دون أثر، بحسب موقع "العربية نت".
وأضاف أن الغابة كانت وجهة مميزة للسياح قبل اندلاع الحرب، لكنها الآن لم تعد تحظى بالاهتمام ذاته بسبب الظروف الحالية، متابعا أن السيل أثر بشكل كبير على الطريق الخارجي في منطقة "الكرو"، ما أدى إلى قطع.
وتم اكتشاف الغابة الأثرية في تسعينيات القرن الماضي، حيث تضم أشجار ضخمة وثمار متحجرة مبعثرة في منطقة صحراوية قاحلة تتوسد كثبان الرمال، بالإضافة إلى أهرامات صغيرة وقبور ملكية محفورة في الصخر، بعضها مزين بنقوش ورسوم توضح الطقوس الجنائزية، لذلك العصر.
ويعتبر أثريون أنها من الغابات المتحجرة النادرة جداً، والتي تفتقر إلى الاهتمام بتراثها وتاريخها البشري والطبيعي، ومن المتوقع أن تختفي خلال سنوات قريبة، وبالتالي عدم القدرة على سبر غور هذه الغابة التي عجزت الدراسات الشحيحة عن فك طلاسمها حتى اليوم.