مستشار الرئيس الفلسطيني يتحدث لـ "سبوتنيك" عن تداعيات عام من العدوان الإسرائيلي على غزة

قال الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن قطاع غزة على مدار عام كامل من العدوان الإسرائيلي واجه نكبة حقيقية جديدة، وحرب إبادة متكاملة الأركان تعرض لها الشعب الفلسطيني.
Sputnik
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، ما حدث يفرض علينا إعادة تقييم الأمور بطريقة مختلفة، وأن نضع في أولوياتنا كيفية الحفاظ وحماية الشعب في المقام الأول قبل الحديث عن أي أمر آخر.
وتابع: "أولوياتنا الأولى في ظل هذه النكبة الجديدة هي أن نضمن وقف العدوان الإسرائيلي، وحماية وجود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتثبيت هذا الوجود من خلال توفير كل الاحتياجات الضرورية للشعب الفلسطيني هناك، يجب أن نغادر مربع الشعارات تجاه الرؤية الواقعية التي تأخذ في الحسبان أولا وقبل كل شيء مصلحة الشعب ووجوده وحماية هذا الوجود في أرض فلسطين".
ويرى أن بعد عام من المعارك لم تنتصر إسرائيل وكذلك حماس، وأن أي حديث عن انتصارات أو هزائم قبل انتهاء العدوان بشكل كامل ضرب من العبث، مضيفًا: "علينا أن نقيم الأمور بشكل صحيح أولا، وأن نحسب حساب المآلات والنتائج التي وصلت إليه الأمور".
وقال إن السؤال الذي يجب طرحه الآن: "هل الشعب الفلسطيني حقق ما يريد"، مؤكدًا أن تحقيق الانتصار يجب أن يكون عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وهو الأساس.
بعد مرور عام على أحداث السابع من أكتوبر 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي، حربه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح غالبية السكان.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّ مقاتلون من "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية. وردًّا على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ "القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
ويعيش الفلسطينيون النازحون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة، وأفادت الأمم المتحدة بأن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب مقدرة عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريباً.
وتشير الأمم المتحدة إلى أنَّ حجم الدمار الكبير في قطاع غزة، يحتاج إلى عمليات إعادة إعمار قد تتطلّب عقودا من الزمن وعشرات مليارات الدولارات، وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أنَّ قطاع غزة سيحتاج إلى نحو "80 عاما لاستعادة جميع وحدات الإسكان المدمرة بالكامل"، طبقا لتقييم افتراضي يستند إلى وتيرة إعادة إعمار اُتبعت في الصراعات السابقة في غزة.
مناقشة