وأكد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في تصريحات لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أن "تلك الأنباء عارية من الصحة، وأن طهران قدمت تطمينات رسمية لدول المنطقة".
وأوضح أن "إيران لن تهاجم أو تعتدي على أي دولة لا تتعاون مع إسرائيل في مهاجمتها، ولا تسمح للقوات الأمريكية أو قواعدها بدعم الهجوم المرتقب ضد طهران".
وأضاف المصدر أن "تقديرات الإيرانيين بدأت تميل إلى أن إسرائيل قد تكتفي بشن عمليات أمنية، ردًا على الهجوم الصاروخي الإيراني، ولن تنفذ هجوما واسعا كما تهدد علنا".
وكانت تقارير إعلامية أمريكية، قد أفادت في الآونة الأخيرة بأن هناك دولا خليجية تضغط على الإدارة الأمريكية لمنع إسرائيل من مهاجمة مواقع النفط الإيرانية.
وأرجعت التقارير تلك المساعي الخليجية إلى قلق الدول الخليجية من أن تتعرض منشآتها النفطية لإطلاق نار من جماعات متحالفة مع طهران إذا تصاعد الصراع.
ورفضت دول خليجية من بينها السعودية والإمارات وقطر السماح لإسرائيل بالتحليق ضمن مجالها الجوي في أي هجوم على إيران، ونقلت هذا إلى واشنطن.
وتعقيبا منه عن إعلان بعض دول الخليج، بأنها لن تسمح باستخدام مجالها الجوي لتنفيذ هجوم محتمل على إيران، قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، في تصريحات لقناة "الميادين": "نعم، لقد أعلنت إيران مرات عديدة أن المجال الجوي للدول المجاورة يجب عدم استخدامه لغزو إيران، وإذا حدث شيء ما، فإن رد إيران واضح، وبالطبع إذا حدث هجوم على إيران من أي نقطة، فسيتم الرد، ونحن على يقين من أن جيراننا سيحترمون ذلك، لقد كانت لدينا دائما علاقات جيدة مع جيراننا".
من جانبه، رفض البيت الأبيض الرد على سؤال حول ما إذا كانت حكومات خليجية طلبت من واشنطن ضمان أن يكون رد إسرائيل مدروسا، فيما تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الماضي، عن الرد الإسرائيلي في اتصال هاتفي وصفه الجانبان بأنه "إيجابي".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد جدد يوم الجمعة الماضية، التأكيد على أن الجيش الإيراني سيرد على أي هجوم إسرائيلي بمزيد من القوة.
وبعد الهجوم الصاروخي، الذي شنته إيران على إسرائيل، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، يترقب الإيرانيون ردا إسرائيليا، وسط توقعات بأن تهاجم إسرائيل منشآت نووية لطهران.
وتوعدت إسرائيل بأن تدفع إيران عدوها اللدود "ثمنا باهظا"، بعد إطلاقها 200 صاروخ باتجاه إسرائيل، بينما حذرت طهران من أن ردها على أي اعتداء "سيكون أقسى من ضربة الثلاثاء الموافق 1 أكتوبر".
وكان مصدر مطلع في القوات المسلحة الإيرانية، قد قال لوكالة "تسنيم"، إن "خطة الرد اللازم على أي تحرك محتمل للصهاينة جاهزة تماما، وإذا تحركت إسرائيل فلن يكون هناك شك في تنفيذ الضربة المضادة الإيرانية".
وقال المصدر: "في خطة إيران هناك عدة أنواع من الضربات المضادة والمحددة، وبحسب نوع عمل الصهاينة، سيتم اتخاذ قرار فوري بشأن تنفيذ واحدة أو أكثر منها"، مؤكدا أن بنك أهداف إيران "لديه أهداف كثيرة داخل إسرائيل".
واستهدف الحرس الثوري أجزاء مختلفة من إسرائيل بـ200 صاروخ بالستي، في 1 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ضمن عملية "الوعد الصادق 2"، وأصابت 90 % من هذه الصواريخ الأهداف عبر تخطيها الدفاع الجوي الإسرائيلي، وفقا لوكالة "تسنيم".
وفي هذه العملية، كانت 3 قواعد جوية للجيش الإسرائيلي، نافاتيم، وختساريم، وتل نوف، من بين الأهداف الرئيسية.
واستخدم الحرس الثوري في هذه العملية، صواريخ "قدر" البالستية بمدى 2000 كم، و"عماد" بمدى 1700 كم، و"فتاح" بمدى 1400 كم، وكانت هذه هي العملية الأولى التي استخدم فيها الحرس الثوري صواريخ "فتاح" الخارقة للصوت.