خبير سياسي: هناك فرق كبير بين حرب الـ 2006 وحرب اليوم.. وماكرون عاجز

رأى الصحافي والكاتب السياسي عبد الكريم فياض، أنّ "هناك تغييرات جذرية منذ حرب العام 2006 والحرب الدائرة اليوم".
Sputnik
حيث اعتبر فياض أنّ "الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك كان يتمتع بدعم دولي وأوروبي قوي للبنان، بينما يبدو أن الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون "شبه عاجز"، خصوصًا بعد منعه معرض سلاح الدفاع الإسرائيلي في باريس ودخوله في سجال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب التفويض الأمريكي الكامل لإسرائيل".
وأكد فياض في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" أنّ "المعطيات الدولية تشير إلى أننا ذاهبون نحو أزمة طويلة"، محذرًا من "صعوبة حصول لبنان على دعم دبلوماسي عربي إذا لم يعد إلى الحضن العربي على اعتبار أنّ البلاد اليوم تدفع ثمن خروجها من الحضن العربي".
كما لفت فياض إلى "التخلي العربي الواضح"، لكنه دعا إلى "تقديم طروحات واقعية لتفعيل الدبلوماسية". وأوضح أنّ "الجامعة العربية تعتبر حزب الله وحماس أذرعًا لإيران، مما يعكس مشكلة واضحة بين طموحات إيران في المنطقة ودبلوماسية الدول العربية".
وفي سياق آخر، وصف فياض قمة بكركي بأنها "جاءت في توقيت مهم جدًا، خاصة فيما يتعلق بملف النازحين". واعتبر أنّ "هذه القمة كانت ضرورية لسد العجز في ظل ضعف إمكانيات الدولة اللبنانية"، مشيرًا إلى أنّ "البيان الختامي الذي دعا إلى وقف إطلاق النار يعد خطوة مهمة".
ورغم تحركات الجمعيات التي "نادت بالثورة"، أشار فياض إلى "تأخرها في ركوب موجة المساعدات"، إلا أنه لفت إلى "وجود حاضنة شعبية كبيرة في طرابلس، حيث نزل المواطنون إلى الشوارع تضامنًا مع أهل الجنوب، مؤكدًا أن طرابلس تعد حاضنة وطنية مهمة للنازحين من الجنوب والضاحية والبقاع" كاشفًا أن "الحكومة تفاجأت بالأعداد الكبيرة للنازحين، حيث توجد حاليًا 110 مراكز إيواء في عكار تستضيف أكثر من 13,000 نازح".
هيئة البث الإسرائيلية: مقتل يحيى السنوار خلال عملية للجيش في قطاع غزة
وأضاف أنّ "الحكومة دخلت متأخرة في ملف النازحين، لكنها أعادت استلام زمام المبادرة لتقديم المساعدات اللازمة"، محذرًا من أنّ "أزمة النزوح قد تمتد إلى ما بعد الحرب بسبب الدمار الذي حل بالمنازل".
وبشأن الوضع الحالي، أبدى فياض قلقه من "عدم وجود مبادرات جدية لوقف الحرب"، منبهًا من أن "الأمور تتجه نحو الأسوأ". وأشار إلى "انقسام سياسي حاد في لبنان، لكنه أكد وجود تضامن وطني، حيث جعلت الحرب الأهلية اللبنانيين يتقبلون بعضهم البعض". كما دعا الفرقاء "السياسيين إلى التقاط مبادرة بكركي".

وتحدث فياض عن خطر الفتنة، مشيرًا إلى أنها "تحتاج إلى طرف داخلي يحرض عليها، مع ضرورة التمييز بين الفتنة وردود الفعل على الهجمات الإسرائيلية". وأضاف أنّ "إسرائيل إذا ما تكبدت خسائر كبيرة أو شعرت بالعجز العسكري، لن تتوجه إلى طاولة المفاوضات"، مؤكدًا أنّ "هناك قرارًا أكبر من لبنان وأن إسرائيل ليست وحدها في المعركة بل يدعمها الغرب بأكمله".

ووصف فياض الوضع الحالي بأنه "مفصلي في تاريخ لبنان"، محذرًا من أنّ "الأمور لا تتجه نحو حل، ورغم أنّ الدماء التي تسيل، لا يزال الجميع ينتظر الخارج للبناء على نتائج الحرب"، معتبرًا أنّ "الحديث عن سحب السلاح في الوقت الحالي هو استهلاك إعلامي".
وأشاد فياض "بالمساعدات القادمة من الدول العربية، حيث تساهم الطائرات اليومية من السعودية والإمارات في تخفيف الأزمة". كما أكد أنّ "المقاومة استعادت زمام المبادرة، ولكن الخطوات المقبلة تتطلب مبادرة داخلية للتعامل مع الوضع القائم".
وختم بالقول إنّ "المؤشرات لا تشير إلى حرب موسعة بين إيران وإسرائيل"، مؤكدًا أنّ "قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في يد الدولة اللبنانية".
مناقشة