راديو

كيف يؤثر تسريب خطط الهجوم على الضربة الإسرائيلية المحتملة لإيران؟

أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن واشنطن تحقق في تسريب المعلومات السرية الأمريكية، حول خطط إسرائيل لتوجيه ضربة محتملة إلى إيران.
Sputnik
وكانت قناة إيرانية، قد نشرت على تطبيق "تلغرام"، "وثائق تتعلق بخطط إسرائيل وتحضيراتها لمهاجمة إيران"، ردا على هجومها الصاروخي على إسرائيل، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ومن بين الوثائق المسربة "تقرير استخباري حول تفاصيل عمليات، تم تنفيذها في الأيام الأخيرة في قواعد لسلاح الجو الإسرائيلي، تضمنت نقل أسلحة متطورة كانت مخصصة لمهاجمة إيران، وإجراء تدريب شاركت فيه طائرات مقاتلة وطائرات مسيرة".
ويقول المصدر إن "المعلومات المسربة سرية للغاية، وكانت مخصصة لإطلاع أقرب حلفاء الولايات المتحدة فقط، وهي أستراليا وكندا ونيوزيلاندا وبريطانيا".

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير العسكري، العميد الدكتور حسن جوني، إن "تسريب وثائق على درجة بالغة من الخطورة والأهمية، تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي والأمريكي، أمر مفاجئ، حيث من المفترض أن تكون محمية ومحصنة بأعلى درجات الحماية كونها وثائق مخابرات وذات صلة بعمليات عسكرية، لهذا يأخذنا الاستنتاج إلى أن هذه الوثائق سُرّبت عمدا لإبلاغ إيران بأن تقف عند حدود معينة في احتواء الرد الإسرائيلي، لأن الأمور قد تصل إلى تصعيد خطير".

وأوضح جوني أن "مضمون الوثائق موجه للقارئ، والأمريكيون في هذه الوثيقة يلمحون لنية إسرائيل استخدام الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية، ويقولون إنه تم نشرها بالفعل، على الرغم من أن فكرة استخدام السلاح النووي في عالمنا تبقى فكرة نظرية إنما يقصد بها في هذه الحالة عنصر الردع، والإشارة إلى أن إسرائيل لن تنتهي قبل استخدام كل قدراتها إذا تعرض وجودها للخطر، بما في ذلك الأسلحة النووية".

وأوضح خبير الشؤون الإقليمية، هاني الجمل، أن "تسريب هذه الخطط يشير إلى نوع من فقدان الثقة بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين" مشيرا إلى أن "هذه الوثائق تؤكد على امتلاك إسرائيل أسلحة نووية، والتى استطاعت إسرائيل عدم إثباتها طوال الفترة الماضية ومن ثم فوتت الفرصة على المراقبة الدولية من خلال التفتيش الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأوضح الخبير أن "هذه الوثائق فوق أمنية وسرية، وظهورها في هذا التوقيت يؤكد وجود خرق استخباراتي أمريكي كبير، ووصولها للجانب الايراني يؤكد على أن إيران أيضا لها رجالها الذين استطاعوا الحصول على هذه الوثائق".
واعتبر الجمل أن "الاتصالات بين نتانياهو وترامب والتي أكد له خلالها أنه لا يسير وفقا لرؤية بايدن في التعامل مع هذا الأمر تؤكد تآكل الثقة بين نتنياهو وبايدن، وتراجع التحالفات بين الطرفين، ومن ثم فإن ظهور هذه التسريبات في هذا التوقيت قد يغير ملامح الرد الاسرائيلي على إيران" مشيرا إلى أن "هناك اختلاف في الرؤى الأمريكية والإسرائيلية حول نوعية الأهداف حيث تحاول إسرائيل استهداف المنشآت النووية، وهو ما حذرت منه إيران وقالت إنها ستنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي مما سيحولها إلى دولة عضو في النادي النووي، وهو ما يقلق الخطط والطموحات الأمريكية في هذه المنطقة".
مناقشة