وقال بوتين خلال مقابلة مع قناة "روسيا 1": "لقد تواصل الشركاء الأتراك بالفعل مرارًا وتكرارًا مع روسيا بشأن مقترحات للتفاوض من الجانب الأوكراني، والتي تتعلق بالنزاع في أوكرانيا".
وأضاف: "لكن عندما اتفقنا، اتضح أن الجانب الأوكراني قد رفض بالفعل. وحدث هذا مرتين".
وكما أوضح بوتين، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقاء في قازان على هامش قمة "بريكس"، اقترح عليه مبادرات بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال بوتين إنه سيدرسها.
وأضاف: "عندما اتفقنا، أريد أن أكرر ذلك مرة أخرى، لمواصلة الاتصالات حول هذا الموضوع، وبعد يوم واحد أعلن الشركاء الأوكرانيون فجأة أنهم غير مستعدين. حدث هذا مرة ومرتين، حسنًا، في النهاية نحن بحاجة إلى معرفة ذلك، هل هم مستعدون أو غير مستعدين، وما هم مستعدون له يتطلب وقتًا فقط لدراسة مفصلة للمقترحات التي جاءت من الجانب التركي".
وأشار بوتين إلى أن الشركاء الأتراك تقدموا مراراً وتكراراً إلى روسي بمقترحات من الجانب الأوكراني.
وتابع: "لقد انطلقنا دائمًا من حقيقة أنه يجب احترام المصالح الروسية في أي اتفاقات".
وقال الرئيس الروسي: ""نحن مستعدون للبحث عن حلول وسط، نحن مستعدون لتقديم هذه التنازلات المعقولة، لكنني لا أريد الخوض في التفاصيل الآن، لأنه لا توجد مفاوضات جوهرية، والجانب الآخر يرفض ذلك".
وأوضح بوتين في حديثة أن درجة المواجهة بين روسيا والغرب لا تتراجع، وتابع قائلا: "بالأمس كانوا لا يزالون يقولون إنه من الضروري تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا. أما اليوم، فقد تغير الخطاب، ونحن نراه، وكما قلت، لا يسعنا إلا أن نثني عليهم لذلك، لأنهم بدأوا يفكرون ويقيمون الوضع بشكل واقعي".
وأضاف بوتين: "أي نتيجة يجب أن تكون لصالح روسيا، أقولها بصراحة، يجب أن تنطلق من الحقائق التي تتطور في ساحة المعركة. ودون أدنى شك، لن نقدم أي تنازلات هنا، ولن تكون هناك أي تبادلات".
ووفقا له فإن التقدم على خط التماس القتالي في محور خيرسون يجري لصالح الجيش الروسي، مشيرا إلى أن من أسباب تقدم الجيش الروسي، الخبرة والقدرات المتنامية للمجمع الصناعي العسكري الروسي.
وقال أردوغان للصحفيين، خلال عودته من قازان: "إلى جانب استئناف ممر حبوب البحر الأسود وإزالة الألغام، رأينا، خلال لقائنا، مع السيد بوتين والوفد المرافق له، أن هناك أملا بتبادل الأسرى (بين موسكو وكييف). نتابع حالياً باهتمام الخطوات المتخذة لتبادل الأسرى، كما سنواصل بذل قصارى جهدنا لحل المشاكل دبلوماسياً".
وأضاف: "رغبتنا هي البدء بمفاوضات السلام بين البلدين في أقرب وقت ممكن، وفتح الطريق أمام نتيجة إيجابية. سنواصل العمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف. وما زلنا نؤكد على أنه لا يوجد منتصر في الحرب ولن يكون هناك خاسر في عملية السلام. ستنتهي هذه الحرب بالتأكيد، ومهمتنا هي إنهاؤها دون دماء ودموع لا لزوم لها".