راديو

لبنان بين الدعم العربي والدور الإيراني والانقسام السياسي

رغم المعلومات التي تحدثت عن قرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان بين حزب الله وإسرائيل، لا تزال الأجواء مشحونة في الداخل اللبناني.
Sputnik
فيما كشفت ثلاثة مصادر مطلعة أن مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، آموس هوكشتاين، وبريت ماكغورك يصلان إلى إسرائيل لمحاولة إبرام اتفاق من شأنه إنهاء الحرب في لبنان.
كما أوضح مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن اتفاقا من شأنه إنهاء القتال بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، يمكن التوصل إليه في غضون أسابيع قليلة، وفق وسائل إعلام غربية.
ويرى مسؤولون إسرائيليون أن تلك الزيارة تشكل مؤشرا على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤيد إبرام صفقة توقف القتال.
وأوضحوا أن هوكشتاين كان ينتظر أن تحسم السلطة الإسرائيلية موقفها قبل التوجه إلى تل أبيب.
وقالت مصادر إسرائيلية إن المقترح المطروح حول لبنان يتضمن تطبيقا كاملا للقرار الأممي 1701، الذي أنهى حرب يوليو/تموز 2006 بين حزب الله وإسرائيل، ونص على نشر الجيش في الجنوب اللبناني، وتعزيز قوات حفظ السلام الأممية (اليونيفيل)، فضلا عن إعطاء الولايات المتحدة إمكانية مراقبة تطبيقه.
كما أشار المقترح الذي جرى التباحث بشأنه بين الجانب الأمريكي والإسرائيلي، إلى نشر المزيد من عناصر الجيش اللبناني جنوباً، وتراجع حزب الله نحو شمال نهر الليطاني.
في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، قال رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام، القاضي الشيخ خلدون عريمط، إن "لبنان يتعرض إلى حرب إبادة في أغلب مناطقه التي يقاوم أبناؤها التوحش الإسرائيلي على أرض الجنوب".

وأضاف عريمط أن "دور الولايات المتحدة في هذه الحرب بالمخزي، وهي الوجه الآخر للعدوان الإسرائيلي، نظرا لما تمارسه من ازدواجية في دعوتها باستحياء إلى وقف إطلاق النار وتقدم دعما للجانب الآخر بكل أنواع الأسلحة".

وأكد أن "الشعب اللبناني بكل فصائله يقاوم العدوان الإسرائيلي بكل أنواع المقاومة وتقديم الخدمات للنازحين"، موضحا أن الشعب منخرط في مواجهة العدو منذ بداية انتهاك الحدود اللبنانية، التي لم يضع لها المجتمع الدولي حد لها.
ودعا في الوقت نفسه إلى ضرورة تخطي الانقسام السياسي الداخلي وانتخاب رئيس للبنان لا يكون جزء من فريق سياسي معين من أجل تشكيل حكومة وطنية قادرة على تقديم الخدمات للمواطن ومواجهة كل التحديات.

من جانبه قال الدكتور هشام الأعور نائب رئيس حزب التوحيد العربي وأستاذ القانون الدستوري والقانون الدولي "هنالك دائما تعويل على دور روسيا والصين ودور بعض الدول الأوروبية وتحديدا الدول الممثلة في مجلس الأمن، لأنه بعد أن تهدأ المعركة وتتوقف الحرب سيكون الحل دبلوماسيا. نحن اليوم نتمسك بالقرار 1701 ولكن الجانب الإسرائيلي لم يعد يريد مثل هذا القرار، فإذن نحن ذاهبون إلى قرار جديد.. وهنالك ستكون المعركة في مجلس الأمن، لذلك يكون التعويل حينئذ على دور روسي ودور صيني في هذا الأمر.. خاصة ونحن مقدمون على ترتيبات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، وروسيا يجب أن تلعب دورا أساسيا في الترتيبات الجديدة القادمة على المنطقة..".

وأضاف الأعور أن "موسكو وقفت إلى جانب سوريا في الحرب التي تعرضت لها، وساندت الرئيس بشار الأسد، وحاربت الإرهاب الدولي الذي استقدمته أمريكا إلى منطقة الشرق الأوسط، وحافظت على سوريا ودعمتها ودعمت خيار الدولة في سوريا، ونحن اليوم أيضا نعول على دور روسيا في الحد من الأحادية الأمريكية المتسلطة على المنطقة والتي جعلت إسرائيل تخرج من عقالها وتمارس أبشع أنواع الإرهاب علينا . من هنا يأتي الدور الروسي للوقوف أمام الهجمة والتسلط الأمريكي على المنطقة من خلال بناء نظام دولي يتمتع بنوع من التعددية القطبية والحد من هذه الأحادية الأمريكية..".
مناقشة