يقول ترامب إن العملية الانتخابية قد يشوبها التزوير، في حين أشارت المرشحة الديمقراطية إلى أن منافسها يزرع بذور الانقسام في المجتمع الأمريكي، وتصدّرت المنافسة بين المرشحين عناوين كبرى، في مقدمتها قضايا الاقتصاد والمهاجرين والقيم الأمريكية، والسياسات الخارجية لأمريكا، خاصة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال أستاذ العلوم السياسية، د. أحمد عبد المجيد، إن "بوصلة العالم تحولت نحو أمريكا وانتخاباتها التي ستكون حاسمة في صناعة المشهد السياسي العالمي".
وتابع موضحا أن "انتخابات هذه المرة ذات طبيعة خاصة، وتتسم بانقسام كبير في الشارع الأمريكي بشأن قضايا داخلية، واختلاف كبير بين آراء المواطنين حيال تعامل الإدارة الأمريكية مع القضايا الدولية التي تمس أنحاء العالم".
وحول تأثير نتائج الانتخابات على قضايا الشرق الأوسط وأوكرانيا، قال عبد المجيد: إن "الخيارات المتاحة بين ترامب وهاريس، هي الأسوأ في تاريخ أمريكا، لأن كلا المرشحين لا ينظر إلى العملية الدبلوماسية بنظرة الإصلاح، وإنما للمتاجرة باسم سياسة أمريكا في مناطق الصراع".
ومضى لافتا إلى أن "كلا من ترامب وهاريس يبحث عن دعم خارجي في اللوبي الصهيوني الذي يحكم الشارع الأمريكي، خاصة عندما يتحدث ترامب عن إنهاء الحرب في الشرق الأوسط بإعلان انتصار اسرائيل، وتمكين نتنياهو مما يريده، وعندما تؤكد هاريس تأييدها المطلق لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس وتتناسي القضية الفلسطينية، بالتالي نحن أمام دعاية انتخابية لا يدفع ثمنها سوى الضحايا من الدول العربية التي تقع في قلب الصراع، سواء لبنان أو اليمن والعراق، وهذه التدخلات قد تدفع أيضا إلى دخول أطراف إقليمية إلى الساحة العربية".
وحول الموقف من الأزمة الأوكرانية، قال أستاذ العلوم السياسية، أحمد عبد المجيد إن "هناك نوع من الابتزار يقوم به المرشحان بشأن إنهاء الحرب مقابل استغناء أوروبا عن بعض امتيازاتها، في حين يحاول ترامب صنع واقع جديد بشأن ما ستدفعه أوروبا نظير وجود القواعد الأمريكية على أراضيها، وهو نوع من الابتزار الدولي سيؤدي إلى خسارة واشنطن لواقعها الدبلوماسي، والقوة التي كانت مفروضة على الأرض لصالحها، ويدفع العالم نحو إيجاد تحالفات قطبية جديدة لصناعة عالم متعدد الأقطاب بديلا عن العالم الذي كانت تهيمن عليه أمريكا".
وأوضح خبير العلاقات الدولية د. ماك شرقاوي، أن "الشارع الأمريكي يعيش بين مزاعم ترامب بشأن التزوير المحتمل للانتخابات، واتهامات هاريس لترامب بمحاولة تقسيم المجتمع الأمريكي، والتراشق بينهما، وحالة من الانقسام لم يشهدها من قبل"، مشيرا إلى انه "لا توجد أدلة تؤيد هذه المزاعم التي تؤجج المشاعر الوطنية، والتي ساهمت في تعميق الانقسام ".
وأكد شرقاوي أن "كامالا هاريس لم تنجح بعد بقوة في إقناع الناخب الامريكي باستقلالها عن سياسيات بايدن، خاصة في مجال الاقتصاد والمناخ والطاقة والعلاقات الدولية، فقد كانت جزءا من إدارته، وفشلت في الملفات التي كانت موكلة إليها، على الرغم من تقديمها برنامج انتخابي معدل، ومحاولتها تأكيد أنها تنتمي لجيل جديد من القادة".
واعتبر الخبير أن "ترامب أصبح رمزا للتيار المحافظ منذ توليه السلطة في 2016، واستمر في التأثير على الحزب الجمهوري حتى بعد خسارته للانتخابات في 2020، وستؤثر خسارته للانتخابات على المشهد السياسي داخل أمريكا، وتحدث تغييرا كبير وجذريا".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي