وأضاف جبر أنّ "الرئيس الروسي وضع في خطابه النقاط على الحروف بشأن تطور الأمور في المرحلة المقبلة"، مشيرًا إلى أنّ "روسيا تعتمد على مجموعة من عناصر القوة لتوجيه العالم نحو رؤية جديدة".
وقال جبر في مداخلة عبر إذاعة "سبوتنيك": "بوتين أظهر الثقة التامة في تحديد ملامح هذا النظام الجديد، وتحدث عن كيفية تطور الأمور استنادًا إلى عناصر قوة عدة مثل الوضع الميداني، الاستقرار الداخلي، التماسك السياسي، وأيضًا التأثير الذي تحقق بعد محاولات التدخل الغربي في الشؤون الداخلية لروسيا".
وأضاف جبر أنّ "بوتين تناول في خطابه كيف أن النظام الدولي السابق قد بدأ بالتغير، مشيرًا إلى بداية تشكيل رؤية جديدة لعالم متعدد الأقطاب". وقال: "بوتين يطرح الآن رؤية مختلفة تماما عن نظام القطب الواحد"، وأوضح أنّ "الرئيس الروسي يستند في هذه الرؤية إلى مجموعة من العوامل المحورية، وأبرزها التحالفات والمحاور الإقليمية التي قادتها روسيا مؤخرًا، والتي أثبتت فعاليتها على المسرح الدولي".
ولفت إلى أن "بوتين أكد أن روسيا تسعى إلى أن يكون هذا النظام العالمي الجديد أكثر عدلاً، ويعتمد على التعاون الدولي بدلاً من الهيمنة الأحادية التي سادت لعقود".
وفيما يتعلق بالنقاشات التي تدور حول النظام الدولي، أكد جبر أنّ "الصراع في العالم اليوم لا يقتصر على السياسة أو التنافس العسكري، بل يشمل أيضًا قضايا اجتماعية وثقافية وفكرية"، مبيّنًا أنّ "بعض القوى الدولية تحاول فرض رؤيتها على العالم فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، مثل حقوق الأقليات الجنسية، والأفكار الدينية، والسياسات الثقافية، وهو ما يرفضه جزء كبير من العالم".
وأوضح جبر أن "نحن في لحظة الحقيقة، حيث أن الدول الكبرى بدأت تتوجه نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب، ونظام يتسم بالقيم الأخلاقية التي تؤمن العدالة والمساواة بين الدول"، وأضاف جبر أنّ "بوتين في خطابه تناول بشكل واضح أن روسيا تسعى إلى تعزيز هذه التعددية بشكل يضمن أن تكون العلاقات الدولية أكثر شمولًا واعترافًا بحقوق جميع الدول في إدارة شؤونها".