وذكرت صحيفة "سودان تربيون"، مساء اليوم السبت، أن السودان يتهم تشاد بتسهيل مرور الأسلحة والعتاد الحربي القادم من دولة الإمارات إلى قوات الدعم السريع، وتسهيل مرور المرتزقة، بدعوى أنها اتهامات عززتها تقارير منظمات حقوقية، بما في ذلك مرصد النزاعات الممول من وزارة الخارجية الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن بيان لوزارة الخارجية السودانية أن "الإسناد المستمر من النظام التشادي للمليشيا الإرهابية ــ في إشارة إلى قوات الدعم السريع ــ لا يحتاج لمزيد من الشرح، في ضوء التفاصيل والوقائع التي وثقتها صور الأقمار الصناعية وخبراء الأمم المتحدة والتحقيقات الاستقصائية، لتورطه في العدوان على السودان".
وأكدت وزارة الخارجية السودانية رفضها لبيان نظيرتها التشادية الذي نفت فيه دعمها لـ"قوات الدعم السريع"، حيث وصفت بدورها هذا البيان بـ"البائس"، في وقت حذرت من أن المجتمع الدولي يعرف أن "تشاد هي المعبر الرئيس للأسلحة والمرتزقة لمليشيا الجنجويد لاستخدامها في حربها ضد الشعب السوداني".
ويشار إلى أنه في 29 أكتوبر/تشرين الأول، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، إن "شاحنات الإغاثة تدخل ولاية غرب دارفور تحت حراسة الدعم السريع، حيث عبرت 30 شاحنة من معبر أدري محملة بأسلحة متطورة ومضادات للطائرات وذخائر ومدافع، كما لوحظ دخول آلاف المرتزقة عبر المعبر".
في وقت كان مجلس السيادة السوداني قد وافق، في 15 أغسطس/آب الماضي، على فتح معبر "أدري" الرابط بين السودان وتشاد، لمدة ثلاثة أشهر أمام قوافل المساعدات الإنسانية، استجابة لأزمة الجوع المتزايدة. وتسيطر قوات الدعم السريع على ولاية غرب دارفور، حيث يقع معبر أدري، منذ نوفمبر 2023.
ويواجه أكثر من مليون شخص سوداني في تشاد العديد من الأزمات، منها الجانب الصحي، إذ أشارت تقارير عدة إلى انتشار الأمراض والأوبئة في المخيمات، في ظل نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية، بحسب المراقبين.
وتستقبل تشاد عشرات آلاف النازحين من الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى 410 آلاف لاجئ من السودان، انتقلوا إليها بعد اندلاع النزاع في دارفور، عام 2003، والذي امتد لعقدين، فيما لجأ الآلاف، في الوقت الراهن، إلى الدولة الجارة.
وتشير توقعات المنظمات الأممية إلى احتمالية ارتفاع أعداد النازحين من السودان باتجاه تشاد، في الفترة المقبلة، في ظل استمرار النزاع.