وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن الكثير من الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين وبصورة غير مقبولة على كل الأصعدة، لذا نسعى بكل الجهد لإيقاف تلك الحرب التي ولدت معاناة كبيرة جدا ودماء لم تجف منذ اندلاع تلك الحرب، سواء تمت عمليات القتل من جانب الدعم السريع أو عن طريق طيران الجيش الذي قصف أهلنا في دارفور.
وتابع محمدين، نحن في مركزية مؤتمر الكنابي، نطالب الطرفين بإيقاف تلك الحرب بصورة فورية والذهاب إلى التفاوض، لأنه الحل الأمثل في تقديري لكل قضايا الشعب السوداني، وليس السلاح الذي قاد جنوب السودان إلى الانفصال وهى جزء عزيز جدا علينا جميعا.
وأشار أمين مؤتمر الكنابي، إلى أن ما يحدث اليوم يمكن أن يقود إلى تشققات في الدولة السودانية قد تؤدي بكل صراحة إلى انفصال إقليم دارفور، ولا يخفى على أحد أن تكلفة تلك الحرب باهظة جدا سواء كانت بشرية أم اقتصادية، علاوة على الدمار في البنية التحتية، ومع هذا لا يزال لدينا أمل في إيقاف تلك الحرب اللعينة من أجل نهضة الشعب السوداني.
ولفت محمدين، إلى أنه رغم كثرة ضحايا الحرب في مختلف الولايات، إلا أن مجتمعات الكنابي هى من دفعت الثمن الأكبر في هذا الصراع الجاري، إذ تم حرق كنابي بالكامل وارتكبت أبشع المجازر في حقه، لذلك نحن ندين بشدة طرفي هذه الحرب العبثية لعدم حفاظها على حياة المواطن السوداني، وهو ما قد يجعلها تقود إلى حرب أهلية.
وردا على ما تناولته بعض وسائل الإعلام حول دعم الكنابي لأحد طرفي الحرب يقول محمدين: "نحن في مركزية مؤتمر الكنابي لم نصدر أي بيان تأييد أو دعم لأي جهة، وعلي الرغم من وقوف أبناء الكنابي مع القوات المسلحة والمشتركة منذ بداية الحرب، وحتي هذه اللحظة يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الوطن، من المؤسف أن تبدأ عملية التخوين قبل أن تجف دماء شهداء أبناء الكنابي في صفوف القوات المسلحة وكل القوات النظامية".
يذكر أن الكنابي بدأت كتجمعات للعمال الموسميين عند أطراف المدن السودانيين، خاصة في المشاريع الزراعية المروية، قبل أن تتمدد مع مرور الوقت وتتحول إلى مناطق مأهولة بالسكان يقطنها إلى جانب العمال وأسرهم، فارين من مناطق الجفاف والحروب أو ساعين إلى تحسين ظروفهم الاقتصادية.
وارتبط إنسان الكنابي من البداية بالزراعة في القطاعين المروي والمطري، وهم الآن عماد العمال الزراعيين في السودان وعلى عاتقهم يقع عبء ترقية الإنتاج والإنتاجية في المشاريع الزراعية، بعد أن هجر معظم المزارعين العمل بالزراعة ليقوم سكان الكنابي، وخاصة المرأة بدور كبير في إنتاج المحاصيل الزراعية الرأسمالية والغذائية الأخرى، وفي سبيل ذلك تحملوا كل تبعات الظروف السيئة، وتأثيرات التعرض المباشر وغير المباشر للمبيدات السامة وظهور الكثير من حالات السرطانات والفشل الكلوي وأمراض الكبد الوبائي.
تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من المناطق، ما تسبب في مقتل مئات المدنيين غالبيتهم في وسط البلاد.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان.