مع انضمام الإمارات.. باحث: تدفق عالمي متزايد نحو عالم "بريكس" الجديد

ذكرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها أمس، أن انضمام الإمارات العربية المتحدة إلى مجموعة "بريكس" يهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والرخاء العالمي، ويعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز الرخاء الاقتصادي وبناء شراكات استراتيجية واقتصادية، مضيفة أنها تلتزم بتعزيز الأهداف المشتركة للتنمية المستدامة والازدهار العالمي.
Sputnik
وحول التدفق العالمي على الانضمام إلى "بريكس" قال الكاتب والمحلل الاستراتيجي الدكتور عبد القادر عزوز في حوار خاص مع "سبوتنيك": إن ثقل وموقع دول مجموعة "بريكس" عالميا في إطار التحولات نحو التعددية تبدو ملامحه واضحة في إطار التعددية الاقتصادية، مشيرا إلى أنه وبالرغم من عدم تبلوره سياسياً وعسكرياً، إلا أن قدراته التنموية المتنامية أفقيا وعموديا، أضحت جاذبا قويا لجميع الدول التي لطالما عانت المنعكسات السلبية لهيمنة الغرب على عالم ما قبل "بريكس"، وأثره في ضغط التنمية العالمية المتوازنة.

صمود "بريكس" في وجه الغرب سيعزز التدفق إليه

وفي السياق، أكد عزوز أن تدفق الدول نحو "بريكس" سيشهد تزايدا مستمرا خلال السنوات القادمة، وخاصة بعد بروز تحالفات عميقة وقدرات متنامية بين روسيا والصين، لما لذلك من إيحاء جيوسياسي واقتصادي بتبدل ميزان القوى الذي كان راجحا بدرجة طاغية لصالح الغرب خلال العقود الأخيرة.
وأوضح الدكتور عزوز في حديثه عن دوافع الإمارات لتعزيز ارتباطها بدول "بريكس"، أن "بريكس" قبل أن تصبح "بريكس بلس" كانت تشكل 23٪ من الناتج الإجمالي العالمي، و42٪ من سكان العالم، وأكثر من 16٪ من التجارة العالمية، ومعظم دول مجموعة "بريكس" تمتلك نفطاً وقمحاً ومعادن واسعة الاستخدام، ومعادن نادرة مستخدمة في الصناعات التكنولوجية، مشيراً إلى أن ذلك ما دفع بدولة متل الإمارات العربية المتحدة لتنويع تحالفات وسياسات التحوّط الاستراتيجي في إطار ملامح تشكيل نظام عالمي جديد لم تتضح بعد قواعده وطبيعة القوى الدولية في نسقه، لكننا نعيش اليوم إرهاصاته.
الخارجية الإماراتية تعلق على انضمامها لـ"بريكس"

الشراكة مع "بريكس" استراتيجية للإمارات

وبين الباحث الاستراتيجي أن الإمارات تريد أن يكون لها موطئ قدم في إطار تنويع التحالفات، ومع الجانب الروسي تحديداً لأنها شراكة استراتيجية متعددة الجوانب والأبعاد تعود بالنفع على الإمارات، في الجانب الاقتصادي والتجاري وفي موضوع التسليح، وفي موضوع الوقود النووي وكل هذه القضايا التي تشكل أهم دوافع الإمارات في تطوير الشراكة، وأن تكون جزءاً من مجموعة "بريكس"، وتطوير علاقتها مع الجانب الروسي، لافتاً إلى أن الإمارات كانت من أوائل المساهمين من خارج دول "بريكس" في بنك التنمية الجديد الذي يسعى لمنافسة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات "بريتون وودز" في تمويل المشاريع التنموية.

ممر "الشمال الجنوب".. الناقل الجديد للوجستيات الاقتصادات الناشئة

وفي حديثه عن أهمية ممر (الشمال والجنوب)، قال الدكتور عزوز: لهذا الممر تأثير كبير متزايد في الخارطة العالمية للممرات والطرق، لأنه يلعب دوراً أساسياً في إطار النقل ضمن القارة الآوراسية، ويؤسس لتكامل بين جميع الدول المشاركة فيه كممر عالمي جديد، إذ يعد طريقاً بديلاً بين الهند وآسيا الوسطى متجاوزاً الأراضي الباكستانية، وطريقاً بديلاً من الهند والصين إلى جنوب القارة الأوروبية، يتجاوز البوسفور والموانئ الرئيسية التقليدية في أوروبا، مضيفاً أن الممر الدولي "الشمال والجنوب"، يختصر المسافات مقارنة مع الممرات عبر قناة السويس، وسيزيد أهمية التجارة بين دول الشمال والجنوب خصوصاً بعد تطورها نتيجة التغيرات التجارية والجيوسياسية، وسيكون مستقبلاً الناقل الجنوبي لللوجستيات الجديد في الاقتصادات الناشئة.

تنسيق ثنائي عالي المستوى بين دول "بريكس"

وأوضح الباحث الاستراتيجي أن انضمام الإمارات إلى "بريكس" يعزز درجة علاقاتها الثنائية مع دوله، مثل التعاون الروسي الإماراتي في مجال الطاقة النووية السلمية فهناك اهتمام روسي إماراتي مشترك في هذا المجال، إذ تسعى الإمارات إلى تطوير برنامجها للطاقة النووية السلمية ووجدت لدى روسيا استعداداً لتزويدها بتلك التكنولوجيا في مجال دورة الوقود النووي الخاص بتوريد اليورانيوم المخصب لمحطة براكة النووية، وهذا التعاون ليس جديداً، فمنذ عام 2012 وقعت الإمارات وروسيا اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، وروسيا الآن تعد أحد الموردين الرئيسيين لخدمات الوقود النووي للإمارات.
يذكر أنه منذ بداية عام 2024، انضمت إلى "بريكس" كل من مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات والسعودية، وما تزال الدول تتقدم بطلبات للانضمام إلى هذه المجموعة.
مناقشة