أسواق خان يونس شبه فارغة من البضائع والأسعار تواصل صعودها الحاد في قطاع غزة

ويعيش الفلسطينيون النازحون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة، وأفادت الأمم المتحدة بأن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب مقدرة عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريباً.

وتستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وهذه الظروف أدت إلى زيادة معاناة السكان، في ظل البحث عن سبل النجاة وسط كارثة إنسانية مستمرة هناك، بسبب نقص الإمدادات الأساسية من طعام وماء، ما يفاقم الوضع الإنساني المتردي.

وبدت الأسواق وسط وجنوب قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، فارغة من الزبائن والبائعين الذين كانوا يتنافسون لبيع بضاعتهم المعروضة بمبالغ "باهظة"، وأغلقت معظم المحال التجارية، ولم يتبق من الأسواق سوى بعض الباعة الصغار على البسطات التي تفتقر للبضائع الأساسية.

ويقول النازح سمير لطيف لوكالة "سبوتنيك"، وهو بائع صغير في سوق خان يونس:

ويضيف: " أنا نازح في المدرسة المقابلة للسوق، ومنذ أكثر من شهرين لم يصلنا مساعدات غذائية، ولا يوجد مساعدات من أي جهة، ولا نعرف ماذا نفعل في ظل هذه الظروف".

وأما الشاب يوسف عاشور فيقول لـ "سبوتنيك": "كان عندي بسطة مليئة بالبضائع، واليوم بسبب غلاء الأسعار وشح البضائع، أصبحت البسطة شبه فارغة، والأسعار مرتفعة لعدم وجود بضائع، والذي يتحمل المسؤولية هم التجار، لأنهم يبيعون السلع بأسعار مرتفعة".

وأظهرت بيانات رسمية، ارتفاعا حادا في مؤشر أسعار المستهلكين خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نتيجة استمرار صعوده في قطاع غزة، وقال الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، "إنَّ الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين ارتفع بنسبة 9.19% خلال شهر أكتوبر، 10/2024، مقارنة مع شهر أيلول 2024، بواقع 19.84% في قطاع غزة، بينما انخفض في الضفة (من دون القدس) بنسبة 1.01%، وفي القدس بنسبة 0.41%.".

وعزا الإحصاء ارتفاع الأسعار في فلسطين إلى ارتفاع أسعار الخضروات المجففة بنسبة 144.33%، وأسعار البطاطا بنسبة 74.41%، وأسعار البيض بنسبة 61.55%، وأسعار الدجاج الطازج بنسبة 61.21%، وأسعار الزيوت النباتية بنسبة 59.55%، وأسعار الخضروات الطازجة بنسبة 11.58%، وأسعار المحروقات السائلة المستخدمة كوقود للسيارات "الديزل" بنسبة 1.02%، على الرغم من انخفاض أسعار الفواكه الطازجة بنسبة 24.42%، وأسعار البنزين بنسبة 3.85%.

ويرجع كثير من الغزيين أسباب ارتفاع الأسعار، إلى سببين وهما إغلاق المعابر من قبل إسرائيل، والآخر هو احتكار مجموعة من التجار للبضائع بهدف رفع أسعارها عشرات الأضعاف، ويقول النازح أحمد قديح لوكالة "سبوتنيك":

ومنذ الصباح الباكر حاولت النازحة أم محمود الحصول على بعض الخبز لعائلتها، وبعد ساعات من الانتظار لم تنجح، وتقول أم محمود لـ "سبوتنيك": "لم يبق معنا مال ننفقه، بعد هذه الفترة الطويلة من الحرب، وبالنسبة لي لا أشتري البضائع إذا كان سعرها مرتفع، ونعتمد حاليا على التكايا، ومن بعد صلاة الفجر نذهب إلى المخابز ونصطف لساعات، واليوم ذهبت ولم أستطع جلب الخبز، بسبب كثرة الناس".

وقال تقرير نشره البنك الدولي في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي: "إنَّ سكان قطاع غزة يعانون من الفقر مع بلوغ نسبته 100 بالمائة، وإنَّ التضخم تجاوز بنسبة 250 بالمائة مع استمرار الحرب، وأشار التقرير الذي صدر بعنوان "التحديث الاقتصادي الفلسطيني" إلى أنَّ الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للأراضي الفلسطينية انخفض بنسبة 35% في الربع الأول 2024، وهو الأعلى على الإطلاق".

وحذر برنامج الغذاء العالمي من تحول أزمة الغذاء في غزة إلى مجاعة، قائلا في بيان:

ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ 405 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 43,712 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 103,258 آخرين.

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.