النتائج المباشرة للحرب الإسرائيلية المتنقلة على دول المنطقة، أًصابت الصناعات الدوائية السورية في خاصرتيها، فإضافة إلى قطع شريان حياتها بعد تدمير الطريق الدولي (دمشق- بيروت) وإخراجه عن الخدمة بالكامل، وما يعنيه ذلك من تهتك لسلاسل توريد المواد الأولية الفعالة اللازمة لهذه الصناعة، ثمة حدّ إنساني آخر لا يقل خطورة، إذ أن تقاطر الوافدين إلى سوريا خوفا من دموية الحرب الإسرائيلية على لبنان، وخاصة منهم كبار السن والأطفال، أضحوا بمثابة إضافة حاسمة إلى سوق الدواء الذي يعاني أساسا من شلل نسبي في أنشطته، جراء الحصار الأمريكي على لوجستياته.
وأضاف حربة: "نتيجة قطع الطريق الدولية عند معبر (جديدة يابوس- المصنع) الحدودي بين البلدين، أصبح الوضع صعبا للغاية، تعكف الحكومة اليوم إيجاد طريق بديل للاستيراد، لكن في ظل الواقع الحالي فقد زادت الكلفة إلى الضعف تقريباً".
وأدى العدوان الإسرائيلي المتكرر على معبر (جديدة يابوس- المصنع) السوري اللبناني، إلى شل حركة شحن البضائع بالاتجاهين، كما فرض واقعا جديدا على حركة مرور الأفراد، وخلّف تداعيات اقتصادية سلبية على الاقتصاد السوري، بما في ذلك قطاع الصناعات الدوائية ذي الحساسية الخاصة بطبيعته.
وتعد شركة "تاميكو" المملوكة للحكومة السورية، واحدة من أعرق شركات الأدوية العربية على الإطلاق، وقد تأسست في العام 1956، وتتخذ من ريف دمشق مقرا رئيسيا لأكبر مصانعها في سوريا، وكانت المجموعات الإرهابية قد دمرت معمل الأدوية وأغذية الأطفال ومعمل السيرومات، إلا أن الشركة استمرت بعملها في مصانعها الأخرى التي تضم 13 قسما إنتاجيا للأدوية.
وحول توافر الأدوية السرطانية والمزمنة، أوضح حربة أن المعملين المتخصصين بصناعة الأدوية السرطانية في البلاد يعملان بطاقتهما القصوى، مشيرًا أن إنتاجهما لا يكفي الحاجة، ولذلك يتم استيراد الحصة الأكبر من الدول الحليفة.
وأوضح مدير عام "تاميكو" أن شركته تنتج مجموعة متنوعة من الأشكال الدوائية"، أشار إلى أن التحديات التي تواجه الشركة تشمل الاستمرار في تزويد السوق بالمنتجات الدوائية، مع الحفاظ على أسعار مناسبة في ظل الارتفاع الكبير في تكاليف الانتاج.
وقال الدكتور إن وزارة الصحة السورية وضعت خطة للاستجابة الإنسانية لتقديم الخدمات الصحية والأدوية للوافدين من لبنان.
ويعدّ معبر (جديدة يابوس – المصنع) أبرز المعابر الحدودية الستة بين لبنان وسوريا، وكان منفذا اقتصاديا لتوريد احتياجات مصانع الأدوية السورية وسط وجنوب البلاد.
وتتلخص أهمية معبر "جديدة يابوس" باعتباره الوجهة الاقرب إلى مرفأ بيروت والأسواق الخارجية، في ظل العقوبات الأمريكية التي تكبل الموانئ السورية الوطنية، ومع تدميره ترتبت أكلاف إضافية على الشركات الناشطة في قطاع التصدير والاستيراد، بسبب تحولها إلى معابر آخرى بعيدة.