وأضاف حكيم: "لكن يجب ألا ننسى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الحالية باتت في مرحلة نهاية صلاحيتها، وهي تقوم بما يمكن أن يُعد ضربتها الأخيرة على الصعيد السياسي.".
وفي ما يتعلق بآلية التسوية، أوضح الوزير اللبناني السابق أنّ "أي اتفاق لن يرى النور إلا بناء على "آليات محددة""، مشيراً إلى أنّ "هذه التسوية يجب أن تركز بشكل رئيسي على تنفيذ القرارات الدولية التي تعيد سيادة لبنان". وقال: "التسوية اليوم تتعلق بالآليات التي تضمن إعادة سيادة لبنان فقط لا غير، وقد تكون هذه التسوية قابلة للتنفيذ بدءاً من فترة زمنية لا تتعدى 60 يوماً، أي حوالي الشهرين".
وأضاف ضيف "سبوتنيك"، أنّ "العقدة الرئيسية في التسوية تكمن في ثلاثة محاور رئيسية: أولاً، عدم إعادة تسلح حزب الله وتمركزه على الحدود اللبنانية؛ ثانياً، ضمان عدم خرق الأمن الإسرائيلي من قبل أي طرف؛ ثالثاً، التأكيد على أن لبنان هو دولة ذات سيادة".
وشدد حكيم على أنّ "ما نريده هو وقف إطلاق نار نهائي، وعودة اللبنانيين إلى منازلهم بأمان، وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني فقط." وأضاف: "عندما نتحدث عن حصر السلاح، فإننا لا نتحدث فقط عن سلاح حزب الله، بل عن جميع الأحزاب اللبنانية، وهذه المسألة يجب أن تتم بالتنسيق مع الجيش اللبناني، ونحن منفتحون على النقاش حول هذا الموضوع".
وأشار حكيم إلى أنّ "اللبنانيين يحتاجون إلى بناء دولة قوية، ولا يمكن تحقيق ذلك من دون إشراك جميع الفرقاء والطوائف، وحزب الكتائب اليوم يقوم بجولة في الدول المؤثرة في الملف اللبناني، ونحن نحرص على الدفاع عن الطائفة الشيعية في إطار سعيها للخروج من هذه الأزمة".
حكيم وإذ أكد أنّ "حزب الكتائب لا يسعى لعزل أي طرف، بل على العكس، يريد استقرار لبنان السياسي والاقتصادي في إطار دولة القانون التي تحترم التعددية واللامركزية"، أضاف: "نحن في المعارضة نطالب بوقف إطلاق النار أولاً، ثم بحصر السلاح بيد الدولة، وأخيراً ببناء الدولة سوياً، يداً بيد، دون عزل أي فريق".
وتعليقاً على التصريحات التي تتحدث عن نهاية حزب الله، قال القيادي في حزب الكتائب اللبنانية: "عندما يقول البعض إن حزب الله انتهى، ماذا نفعل بوجوده السياسي وقاعدته الشعبية؟ علينا أن نأخذ بعين الاعتبار هذا الواقع". وأوضح أنّ "حزب الكتائب يعمل على إيجاد تسوية لا تستثني أي طرف في لبنان".
وفيما يخص التهديدات الإسرائيلية، قال حكيم: "أكبر ضربة لإسرائيل اليوم هي المحكمة الدولية، حيث بإمكاننا، عبر السياسة والقانون، التوصل إلى حلول عملية على الأرض." وشدد على أن "علينا أن نكون موحدين لمواجهة كافة الأخطار والتهديدات التي تواجهنا كلبنانيين".
وتطرق أيضاً إلى الوضع الداخلي في لبنان، قائلاً: "نحن نعاني من العديد من المشاكل، وأكبرها في السنوات الأخيرة كان تحالف الفساد والسلاح الذي يعيق تقدم البلاد." وأضاف: "هذه هي اللحظة المناسبة لمراجعة مسارنا السياسي، وعلينا العمل معاً لتجاوز الأزمات".
كما أشار إلى أن "جولة النائب سامي الجميل الحالية تهدف إلى تثبيت مصلحة لبنان في المفاوضات حول وقف إطلاق النار، وأننا نرفض أن يكون الحوار مقتصراً على إيران وحزب الله، بل نطالب الدولة اللبنانية بأن تكون هي المفاوض الأساسي"، مبينًا أن "إشراك مجلس النواب في هذه المفاوضات أمر ضروري لضمان التمثيل الواسع لجميع اللبنانيين".
وأضاف حكيم: "نحن نعلم أن الثقل كبير على رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذه المرحلة، ولكننا نطالبه أن يضمن إشراك الجميع في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل حول بنود الاتفاق، بما في ذلك الجوانب التقنية".
وحول مستقبل لبنان، أكد ضيف "سبوتنيك" أنّ "المعارضة لن تقبل في المرحلة المقبلة بمبدأ الثلاثية المعروفة بـ 'جيش وشعب ومقاومة'، ولا رجوع عن هذا الموقف"، وشدد أن "المعارضة لن تتراجع عن مطلب حصر السلاح بيد الدولة، وهذا هو الخيار الوحيد لمستقبل لبنان".
وفي تعليقه على تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، حول الالتزام باتفاق الطائف والتعاون لانتخاب رئيس الجمهورية، اعتبر حكيم أنّ "الخطاب الذي ألقاه قاسم يحمل قسمين: أحدهما خارجي موجه نحو التسوية التي يتم بحثها، والآخر داخلي يحمل رسائل لفتح مجالات لتسوية عملية على صعيد الحلول التي نبحثها لبناء الدولة".