ورصد علماء الفلك تصادماً دراماتيكياً بين المجرات، حيث سارت إحداها بسرعة غير عادية، بلغت 2 مليون ميل في الساعة (3.2 ملايين كيلومتر في الساعة)، وتسبب الاصطدام في موجة صدمة هائلة، ما ترك بصمة مذهلة على البيئة المجرية.
ووقع هذا الحدث في خماسية ستيفان (Stephan's Quintet)، وهي مجموعة من خمس مجرات، تم اكتشافها منذ ما يقرب من 150 عاماً، حيث تمكّن علماء الفلك بفضل وباستخدام تلسكوب " WEAVE" الذي تم تشغيله حديثًا والذي بلغت تكلفته 20 مليون يورو في لا بالما بإسبانيا، الأداة الفلكية المتقدمة، تتبعوا موجة الصدمة العنيفة، والتي تتحرك بسرعة هائلة، وتشق المجرة المتطفلة، المسماةNGC 7318b، طريقها عبر حقل معقد من الحطام المجري، مما أدى إلى إعادة إيقاظ الاضطرابات الكونية القديمة.
وتصف الدكتورة، مارينا أرنودوفا، من جامعة هيرتفوردشاير، التي قادت البحث، الاصطدام بأنه "مفترق طرق مجري" حيث تركت تفاعلات المجرات السابقة بصماتها.
وتضيف أرنودوفا: "الصدمة الناتجة عن هذا الاصطدام قوية للغاية لدرجة أنها يمكن أن تجرد الذرات من الإلكترونات، تاركة وراءها دربًا متوهجًا من الغاز المشحون الذي يمكننا ملاحظته بأدواتنا".
توصل فريق البحث، الذي يضم أكثر من 60 عالم فلك، إلى اكتشاف مدهش حول طبيعة موجات الصدمة الكونية هذه. فعندما تصادف هذه الموجات الصدمية فوق الصوتية جيوبًا من الغاز البارد، فإنها تخلق مسارات كثيفة ومتوهجة. ومع ذلك، يتغير سلوكها بشكل كبير عند المرور عبر مناطق أكثر سخونة، حيث تضغط على الغاز وتولد موجات راديو مميزة.
وبحسب مجلة " space" تم الكشف عن هذه الطبيعة المزدوجة لجبهة الصدمة، والتي لم تكن معروفة من قبل لعلماء الفلك، من خلال القوة المشتركة للعديد من الأدوات المتطورة، بما في ذلك مجموعة الترددات المنخفضة (LOFAR)، ومجموعة التلسكوبات الكبيرة جدًا (VLA)، وتلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST).
وتعد مثل هذه الاكتشافات التي تمت بفضل التلسكوب WEAVE نقطة انطلاق لثورة علمية في مجال الفلك، حيث أن الدراسة قد تقدم مزيدا من الفهم لكيفية تطور المجرات وخصوصا تلك التي تقع على أطراف مشاهدتنا للكون.
وتم رصد التصادم الهائل في "خماسية ستيفان" (Stephan's Quintet)، وهي مجموعة من 5 مجرات تقع في كوكبة الحمل (Pegasus)، شوهدت لأول مرة منذ ما يقرب من 150 عاما.