وعندما تدحرجت المركبة بجسمها الذي يبلغ وزنه 899 كيلوغراماً فوق الصخرة في شهر مايو/أيار الماضي، انفتحت الصخرة لتكشف عن بلورات صفراء من الكبريت العنصري.
وعلى الرغم من أن الكبريتات شائعة إلى حد ما على المريخ، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على الكبريت على الكوكب الأحمر في شكله العنصري النقي.
والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن قناة "جيديز فاليس"، حيث عثرت "كيوريوسيتي" على الصخرة، مليئة بالصخور التي تبدو مشابهة بشكل مريب لصخرة الكبريت قبل أن يتم سحقها عن طريق الصدفة، ما يشير إلى أنه وبطريقة ما قد يكون الكبريت العنصري وفيرًا هناك في بعض الأماكن.
وقال العالم في مشروع "كيوريوسيتي"، أشوين فاسافادا: "العثور على حقل من الحجارة المكونة من الكبريت النقي يشبه العثور على واحة في الصحراء".
وتابع: "لا ينبغي أن يكون موجودًا، لذا يتعين علينا الآن تفسيره. إن اكتشاف أشياء غريبة وغير متوقعة هو ما يجعل استكشاف الكواكب أمرًا مثيرًا للغاية".
وأوضح فاسافادا أنه يمكن أن تخبرنا معادن الكبريتات هذه بالكثير عن المريخ، مثل تاريخ المياه فيه، وكيف تعرض للعوامل الجوية بمرور الوقت.
وأضاف أنه ومن ناحية أخرى، لا يتشكل الكبريت النقي إلا في ظل مجموعة ضيقة للغاية من الظروف، والتي لا يُعرف أنها حدثت في منطقة المريخ حيث تم اكتشافها بواسطة مركبة "كيوريوسيتي".
وتابع فاسافادا: "لكي نكون منصفين، الكثير من الأشياء لا نعرفها عن التاريخ الجيولوجي للمريخ، ولكن اكتشاف كميات كبيرة من الكبريت النقي على سطح المريخ يشير إلى أن هناك شيئًا كبيرًا جدًا لا ندركه"، بحسب مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
وتعد قناة "جيديز فاليس" منطقة غنية بتاريخ المريخ، وهي عبارة عن مجرى مائي قديم تحمل صخوره الآن بصمة النهر القديم الذي كان يتدفق فوقها ذات يوم، منذ مليارات السنين.