وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأربعاء، إنه "لا شيء في أنشطة بوعلام صنصال يعطي صدقية للاتهامات التي أدت إلى سجنه"، مضيفًا أن "اعتقال كاتب فرنسي بشكل غير مبرر هو أمر غير مقبول"، على حد تعبيره.
وأكد الوزير أن "خدمات الدولة في الجزائر العاصمة وباريس على السواء في حالة استنفار كامل لمراقبة وضعه والسماح له بنيل الحماية القنصلية".
وكانت وكالة الأنباء الجزائرية أكدت، الجمعة، "توقيف" الكاتب، من دون أن تحدد التاريخ ولا الأسباب، لكنّ وسائل إعلام عدة، أشارت إلى أن توقيفه جرى منتصف الشهر الجاري، في مطار الجزائر العاصمة، إثر وصوله من فرنسا.
وأخيرًا، تحدث صنصال عن "مغربية الصحراء" الشرقية وأثار معلومات تاريخية تؤكد أن فرنسا اقتطعت في حقبة الاستعمار جزءًا من أرض المملكة وضمته للجزائر، ما أثار حملة إعلامية جزائرية ضده، حيث اتهم بالخيانة.
وبحسب ما أعلن محاميه فرنسوا زيمراي: "احتُجز صنصال بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري التي تعاقب مجمل الاعتداءات على أمن الدولة".
وأشار المحامي إلى أن "حرمان كاتب يبلغ من العمر 80 عاما من حريته بسبب كتاباته هو إجراء خطير"، مضيفًا: "مهما كانت الجراح التي تم التذرع بها والحساسيات التي أسيء إليها، فهي لا يمكن فصلها عن فكرة الحرية ذاتها التي تم دفع ثمن غال لنيلها في الجزائر، هناك تفاوت واضح هنا".
وتابع: "إذا كان لا بد من إجراء تحقيق، فهذا لا يبرر بأي حال من الأحوال تمديد احتجاز بوعلام صنصال".
ونشرت الإذاعة الجزائرية الرسمية تقريرا تحت عنوان: "صنصال، دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر"، قالت فيه، إن "الجزائر تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار حاقد ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوت أي فرصة للتشكيك في السيادة الجزائرية".
وأشار التقرير في الوقت ذاته إلى اسم كمال داوود صاحب رواية "حوريات" ضمن سياق نظرية المؤامرة على الجزائر، منددًا أيضا بموقف الرئيس الفرنسي لتعبيره عن قلقه البالغ من توقيف السلطات الجزائرية للكاتب بوعلام صنصال.
وقال التقرير إن "فرنسا الماكرونية الصهيونية تشجب توقيف صنصال (في مطار الجزائر)، لكنها لم تصرح للعالم عما إذا كانت لديها السيادة اللازمة التي تمكنها من اعتقال بنيامين نتنياهو إذا وطأت قدمه مطار شارل ديغول".
ولدى استجوابها، الثلاثاء، في الجمعية الوطنية حول تلك القضية، قالت الوزيرة المكلفة شؤون الفرنسيين في الخارج صوفي بريما: "في هذه المرحلة، لا أستطيع أن أقول لكم المزيد، لأن الدبلوماسية تحتاج إلى التصرف في صمت، وليس أن تصمت".
كما أكدت الوزيرة أن "مصالح الدولة في حالة تعبئة كاملة لمتابعة قضية مواطننا وتمكينه من الاستفادة من الحماية القنصلية التي ينص عليها القانون".
ونقلت صحيفة "الخبر" عن بعض السياسيين، قولهم إن السلطات الجزائرية تأخرت في توقيف صنصال، متهمين إياه بالعمالة والخيانة وبالانخراط في حملة اليمين المتطرف على الجزائر.