وقال لافروف خلال مقابلة مع الصحفي الأمريكي، تاكر كارلسون، حول سؤال عن طبيعة العلاقات بين أمريكا وروسيا وهل هي الآن في حالة حرب: "لن أقول ذلك. ليس هذا ما نريده. نود أن تكون لدينا علاقات طبيعية مع جميع جيراننا بشكل عام، مع جميع البلدان، وخاصة مع دولة عظيمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية".
وتابع: "أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا عن احترامه للشعب الأمريكي وتاريخ الولايات المتحدة والإنجازات الأمريكية في العالم، لا نرى أي سبب يمنع روسيا والولايات المتحدة من التعاون من أجل الكون".
ورد لافروف حول سؤال أن "الولايات المتحدة تمول الصراع الذي تشارك فيه روسيا، وتسمح بشن هجمات على الأراضي الروسية، أليست هذه الحرب؟": "رسميا نحن لسنا في حالة حرب، يسمي البعض ما يحدث في أوكرانيا بالحرب الهجينة، أود أن أسميها ذلك أيضا. ومن الواضح أن الأوكرانيين لا يستطيعون أن يفعلوا ما يفعلونه بأسلحة متقدمة بعيدة المدى دون المشاركة المباشرة لأفراد عسكريين أمريكيين، إنه أمر خطير، ليس هناك شك في ذلك".
وأضاف: "لا نريد أن نجعل الوضع أسوأ، ولكن بما أن نظام "أتاكمز" وغيره من الأسلحة بعيدة المدى سُمح أن تُستخدم في جميع أنحاء روسيا، فإننا أرسلنا إشارات، نأمل أن يتم أخذ نظام "أوريشنيك" الجديد على محمل الجد".
وتابع: "نعلم أيضًا أن بعض المسؤولين في البنتاغون وفي منظمات أخرى، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي، بدأوا يقولون في الأيام الأخيرة إن الكتلة هي تحالف دفاعي، لكن في بعض الأحيان، كما يقولون، يمكنك الضرب أولاً، لأن أفضل دفاع هو الهجوم، وقال ممثل القيادة الاستراتيجية لوزارة الدفاع الأمريكية، الأدميرال تي بوكانان، إنه يعترف بإمكانية تبادل ضربات نووية محدودة".
وأكد لافروف أن "روسيا لم تبدأ الحرب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال مراراً إننا أطلقنا العملية العسكرية الخاصة لوضع حد للحرب التي شنها نظام كييف ضد شعبه في دونباس، وأوضح الرئيس بوتين في بيانه الأخير أننا مستعدون لأي تطور في الأحداث".
وتابع: "نحن نفضل التسوية السلمية من خلال المفاوضات على أساس احترام المصالح الأمنية المشروعة لروسيا، واحترام الشعب الروسي الذي يعيش في أوكرانيا، وحقوقه الأساسية، وحقوقه اللغوية والدينية، التي دمرها عدد من القوانين التي أقرها البرلمان الأوكراني. بدأ هذا قبل فترة طويلة من العملية العسكرية الخاصة".
وأوضح أنه "منذ عام 2017، تم اعتماد تشريع يحظر التعليم باللغة الروسية، وعمل وسائل الإعلام الروسية في أوكرانيا، ومن ثم حظر وسائل الإعلام الأوكرانية باللغة الروسية، كما تم اتخاذ خطوات لإلغاء أي فعاليات ثقافية باللغة الروسية، ويتم إخراج الكتب الروسية من المكتبات، وكانت الخطوة الأخيرة هي اعتماد قانون يحظر الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية القانونية، ومن الغريب أن الغرب يقولون إنهم يريدون حل هذا الصراع على أساس ميثاق الأمم المتحدة واحترام سلامة أراضي أوكرانيا، ويقولون إن روسيا يجب أن "تغادر".
وتابع لافروف: "قال الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش أشياء مماثلة، وأكد المتحدث باسمه أخيرا أن الصراع يجب أن يتم حله على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة مع احترام سلامة أراضي أوكرانيا، وهذا هو النهج الخاطئ".
وأضاف: "إذا كنت تريد احترام ميثاق الأمم المتحدة، فعليك أن تحترمه برمته، اسمحوا لي أن أذكركم أن هذه الوثيقة، من بين أمور أخرى، تنص على أنه يجب على جميع البلدان احترام المساواة بين الدول وحق الأمم في تقرير المصير، ويذكر الغربيون أيضًا قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن الواضح أنهم يقصدون تلك التي اعتمدوها بعد بدء العملية العسكرية الخاصة، والتي أدانت روسيا وتضمنت دعوات لروسيا إلى "الانسحاب" من أراضي أوكرانيا إلى حدود عام 1991".
وتابع: "هناك قرارات أخرى للجمعية العامة للأمم المتحدة لم يتم التصويت عليها، بل تم اعتمادها بالإجماع، ومن بينها إعلان مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وينص بوضوح بالإجماع على أنه يجب على الجميع احترام السلامة الإقليمية للدول التي تحترم حكوماتها حق الأمم في تقرير المصير، وبالتالي تمثل جميع السكان الذين يعيشون في إقليم معين".
وأضاف: "من غير المجدي على الإطلاق القول بأن الأشخاص الذين وصلوا إلى السلطة نتيجة للانقلاب العسكري، في فبراير/ شباط 2014، يمثلون سكان القرم أو سكان شرق وجنوب أوكرانيا، رفض سكان القرم الانقلاب. وطالبوا بتركهم وشأنهم".