وزير الداخلية التشادي السابق: المنطقة تواجه تحديات صعبة مع دعم باريس للجماعات المسلحة

أنهت العديد من الدول الأفريقية اتفاقياتها مع فرنسا خلال الأعوام الأخيرة كان آخرها تشاد نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد عقود من الاستنزاف الفرنسي لخيرات أفريقيا، وفق خبراء.
Sputnik
بشأن تداعيات إنهاء اتفاقية التعاون في مجال الدفاع فرنسا قال وزير الداخلية التشادي الأسبق، إبراهيم الأصيل، إن الفترة المقبلة قد تواجه المنطقة الأفريقية تحديات صعبة، في ظل دعم فرنسا للجماعات الإرهابية في المنطقة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن القرار الذي اتخذته تشاد في 28 نوفمبر 2024، بإنهاء اتفاقية التعاون في مجال الدفاع مع الجمهورية الفرنسية، الموقعة والمعدلة في 5 سبتمبر 2019، يمكن له تداعياته السلبية على تشاد والمنطقة، إذا ما قررت فرنسا دعم الجماعات بشكل أكبر.
الخارجية الفرنسية: نحن على علم بقرار تشاد إلغاء اتفاقية التعاون الدفاعي ونعتزم مواصلة الحوار معها
وأشار إلى أن دول المنطقة الأفريقية التي أنهت الاتفاقيات مع الجانب الفرنسي باتت مطالبة بتنسيق أكبر على المستوى الأمني لمواجهة الجماعات الإرهابية، التي كانت تستغلها فرنسا من أجل تبرير وجودها في المنطقة، ويمكن أن تستغلها بشكل أكبر الآن.
ولفت إلى أن التوترات في السودان، وعلى الحدود مع أفريقيا الوسطى تشكل مخاطر كبيرة، في حين أن الحدود مع ليبيا تبدو أكثر أكما نظرا لسيطرة الجيش الليبي عليها بقيادة المشير خليفة حفتر، ما يجعل تشاد مطمئنة بعض الشيء من ناحية ليبيا، لكنها قلقة من الحدود الأخرى، وتحركات جماعة "بوكو حرام" الإرهابية.

قرار تشادي

وفي 28 نوفمبر 2024، اتخذت جمهورية تشاد قرارا بإنهاء اتفاقية التعاون في مجال الدفاع مع الجمهورية الفرنسية، الموقعة والمعدلة في 5 سبتمبر / أيلول 2019.
وفق البيان "اتخذ هذا القرار بعد دراسة معمقة، ليجسد تحولا يعيد رسم ملامح الشراكات الدولية لتشاد بعد 66 عاما من إعلان الجمهورية.
وتابع الأصيل: "في إطار التزامها بالمسؤولية، حرصت الحكومة التشادية على احترام الإجراءات القانونية لإنهاء الاتفاق، والتعاون مع الجانب الفرنسي لضمان انتقال سلس ومنظم".
الحكومة التشادية تنهي العمل باتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا
وأوضح الوزير الأسبق أن: "هذا القرار، رغم قوته الرمزية، لا يمس بالعلاقات التاريخية وروابط الصداقة العميقة التي تجمع تشاد بفرنسا. بل إنه يفتح آفاقا جديدة للتعاون في مجالات أخرى تخدم مصالح الشعبين، مع الإعراب عن امتنان تشاد للجهود الفرنسية خلال فترة الاتفاق".
وتابع "أن هذه الخطوة تعكس رؤية مستقبلية لتعزيز الاستقلال الوطني وإقامة شراكات متوازنة تواكب التحديات الراهنة، مما يعكس نضج تشاد السياسي ووعيها بمسؤولياتها الدولية، في إطار سعيها لبناء مستقبل أكثر استقلالية وازدهارا".

حصيلة الضحايا

وفي شهر يونيو/ حزيران 2024، قُتل 20 جنديا ومدنيا، في هجوم إرهابي في منطقة تاسيا جنوبي النيجر، ونقل التلفزيون النيجيري الرسمي عن بيان لوزارة الدفاع، أن "مجموعات إرهابية مسلحة هاجمت قوات الأمن والجيش في منطقة تاسيا ما أدى إلى استشهاد 20 عسكريًا ومدني وإصابة تسعة آخرين".
ويشهد إقليم تيلابيري، الواقع في "المثلث الحدودي" بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي، منذ سنوات هجمات دامية تشنها جماعات جهادية مرتبطة بالقاعدة وتنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد من دول العالم)، وتبقى هذه المنطقة غير مستقرة رغم الجهود الكثيفة لإرساء الأمن فيها.
وذكرت حينها أنه من المقرر أن تنتشر كتيبة من 1200 جندي من الجيش التشادي في منطقة المثلث الحدودي في إطار "مجموعة دول الساحل الخمس"، التي تضم خمس دول هي موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، والتي تسعى للتعاون في مكافحة المتشددين منذ 2015.

عمليات إرهابية

وفي 30 يونيو/ حزيران 2024، لقي ما لا يقل عن 18 شخصا مصرعهم وأُصيب العشرات إثر هجمات انتحارية نفذتها جماعة "بوكو حرام" الإرهابية (المحظورة في روسيا ودول عدة) في مدينة غووزا في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا.
السودان.. "القوة المشتركة" تحبط عملية تهريب أسلحة وعتاد لـ"الدعم السريع" من تشاد
وتشهد المنطقة توترات في أكثر من بقعة، ما يشير إلى إعادة التوازنات في المنطقة، خاصة بعد سيطرة تنسيقية "حركات الأزواد" في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على قاعدة عسكرية جديدة للجيش شمالي مالي، لتشكل بذلك القاعدة الخامسة التي تسيطر عليها التنسيقية.

دعم أوكرانيا للإرهاب

وفي أغسطس/ آب 2024، أعلنت جمهورية مالي قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا، على خلفية دعم الأخيرة لأعمال إرهابية شمالي مالي.
وقال المتحدث باسم الحكومة الانتقالية في مالي، العقيد عبد الله مايغا، في بيان، حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، إن "الحكومة قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بأثر فوري، مع اتخاذ التدابير اللازمة لمنع زعزعة استقرار البلاد".

تحديات كبرى

وفي سبتمبر/ أيلول 2024، صرح الرئيس الانتقالي لجمهورية مالي والرئيس الحالي لكونفدرالية تحالف دول الساحل، عاصمي غويتا، بأن مالي وبوركينا فاسو والنيجر واجهوا تحديات كبيرة جراء دعم أوكرانيا ووقوفها علنا إلى جانب الإرهاب في منطقة الساحل.
قال غويتا في خطاب وجهه إلى شعوب كونفدرالية تحالف الساحل بمناسبة الذكرى الأولى لتوقيع ميثاق إنشاء التكتل، إن "قواتنا المسلحة واجهت تحديات كبيرة في مواجهة الدعم من دول ثالثة مثل أوكرانيا، التي اختارت علناً الوقوف إلى جانب الإرهاب في منطقة الساحل".
وأضاف "مالي والنيجر وبوركينا فاسو تؤكد رغبتها في تعزيز العلاقات فيما بينها، لتكون منطقة الساحل ملاذا للأمن والسلام".
مناقشة