بجمل مبعثرة مغمسة بالقهر، يروي مهجّرون من محافظة حلب لـ"سبوتنيك"، اللحظات الأولى لدخول التنظيمات الإرهابية إلى قراهم ومدنهم، وكيف لاذوا بالفرار بملابسهم التي عليهم حاملين أولادهم إلى خارج محافظة حلب.
أحد المهجرين من قرية نُبل يروي لـ"سبوتنيك"، كيف خرج من قريته مع عائلته باتجاه مدينة حلب، وقضى 12 ساعة للوصول إلى مدينة حلب، التي لا تبعد مسافة أكثر من نصف ساعة، مشيراً إلى الازدحام الشديد على الطريق من السيارات والعائلات، التي كانت تسير على أطراف الطريق وبين السيارات هرباً باتجاه مدينة حلب.
مهجّرون من حلب يروون لـ "سبوتنيك" تفاصيل رحلتهم المرعبة قبل للوصول إلى مناطق آمنة
© Sputnik
وأضاف: "عندما وصلنا مدينة حلب، قالوا لنا أن الفصائل الإرهابية وصلت إلى مشارف المدينة، فقمنا بالفرار باتجاه السفيرة في ريف حلب وقضينا 16 ساعة للوصول إليها، حيث استقلينا السيارات بالعشرات هرباً من استهداف التنظيمات"، مؤكداً أنهم قضوا يوماً كاملاً من دون طعام وشراب، حتى وصلوا إلى محافظة طرطوس وتم تأمينهم في مراكز إيواء وتقديم المساعدات الإغاثية والصحية والغذائية لهم.
مهجّرون من حلب يروون لـ "سبوتنيك" تفاصيل رحلتهم المرعبة قبل للوصول إلى مناطق آمنة
© Sputnik
من جهتها، أكدت مهجّرة من محافظة حلب، أنها خرجت مع عائلتها ليلاً بملابسهم فقط من دون أن يصطحبوا معهم شيئاً، وكان جميع الأهالي يحاولون الفرار وهم يمسكون أطفالهم الذين لا يقوون على المشي لمسافات طويلة، وهم يبكون من الذعر وسط أصوات إطلاق النار من قبل التنظيمات الإرهابية.
مهجّرون من حلب يروون لـ "سبوتنيك" تفاصيل رحلتهم المرعبة قبل للوصول إلى مناطق آمنة
© Sputnik
وأضافت: "وسط فرار الأهالي بالمئات، كان المشهد يشبه يوم الحشر، في الوقت الذي كان فيه عدد السيارات قليل جداً ورغم ذلك كان يحاول من يملك سيارة أن يصطحب معه ما أمكن من الأهالي الذين يحملون أطفالاً صغاراً".
مهجّرون من حلب يروون لـ "سبوتنيك" تفاصيل رحلتهم المرعبة قبل للوصول إلى مناطق آمنة
© Sputnik
وأكدت أنها لن تنسى مشهد النساء والأطفال وهم يبكون من الذعر وسط سماع إطلاق النيران، كما أنها لن تنسى وجوه الرجال التي رأت الدموع في أعينهم وهم يحاولون إنقاذ عائلاتهم وقلة حيلتهم إزاء حماية قراهم ومنازلهم من الفصائل المسلحة.
مهجّرون من حلب يروون لـ "سبوتنيك" تفاصيل رحلتهم المرعبة قبل للوصول إلى مناطق آمنة
© Sputnik
وأعرب المهجرون من حلب الذين حطوا رحالهم، بعد رحلة شاقة هرباً من بطش الفصائل المسلحة، في محافظة طرطوس الساحلية، عن أملهم في العودة قريباً إلى قراهم بعد تحريرها من قبل الجيش السوري بمساندة من الحليف الروسي، الذي وقف إلى جانب الشعب السوري منذ بداية الحرب الإرهابية في سوريا، ولا يزال.
مهجّرون من حلب يروون لـ "سبوتنيك" تفاصيل رحلتهم المرعبة قبل للوصول إلى مناطق آمنة
© Sputnik
من جهته، قال أمين عام محافظة طرطوس المهندس حسان حسن، في تصريح لـ"سبوتنيك"، إنه "استجابة لوفود أعداد كبيرة من أهالي محافظتي حلب وحماه إلى طرطوس، بعد دخول التنظيمات الإرهابية إليها، قامت محافظة طرطوس باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للاستجابة الطارئة والسريعة لتأمين المستلزمات الضرورية للمهجّرين بفعل الإرهاب والتخفيف من معاناتهم".
مهجّرون من حلب يروون لـ "سبوتنيك" تفاصيل رحلتهم المرعبة قبل للوصول إلى مناطق آمنة
© Sputnik
وضمن خطة الاستجابة، أشار حسن إلى تأمين مراكز للإيواء، وتقديم المستلزمات الإغاثية والمعيشية والصحية والخدمية للمهجرين، ومتابعة شؤونهم واحتياجاتهم يوميا من قبل المحافظة التي تقوم بإحصاء أعداد المهجّرين لتأمين احتياجاتهم.
مهجّرون من حلب يروون لـ "سبوتنيك" تفاصيل رحلتهم المرعبة قبل للوصول إلى مناطق آمنة
© Sputnik
ولفت حسن إلى أن "محافظ طرطوس فراس الحامد، وجّه جميع الوحدات الإدارية والجهات المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتقديم الخدمات الأساسية للمهجّرين، عبر تأمين أماكن إيواء بالتنسيق مع المجمعات التربوية لتخصيص مدارس كمراكز إيواء مؤقتة مع ضمان استمرار العملية التعليمية، بالإضافة لتأمين مستلزمات الإيواء الأساسية بالتعاون مع المجتمع المحلي والهلال الأحمر والجمعيات الإنسانية".