وقالت صحيفة "التغيير" السودانية إنه بعد إعلان بنك السودان المركزي عن القرار أصدر رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قراراً بتشكيل لجنة عليا برئاسة عضو المجلس إبراهيم جابر لمتابعة إجراءات استبدال العملة من فئتي ألف وخمسمائة جنيه.
كما تقرر إنشاء نيابة ومحكمة خاصة للنظر في قضايا استبدال العملة خاصةً فيما يتعلق بأعمال التحري والتحقيق في مصادر الأموال على أن تراعى السرعة في إصدار الأحكام الرادعة على من تثبت إدانته.
من ناحية أخرى، رفضت قوات الدعم السريع القرار ووصفته بأنه يأتي في سياق مخطط تقسيم السودان وفصل أقاليمه، داعية المواطنين إلى عدم الاستجابة لقرارات الحكومة وإيداع أموالهم، كما دعتهم إلى عدم التعامل بالعملة الجديدة باعتبارها غير مبرئه للذمة.
تطور الأمر إلى أن أصدرت الإدارة المدنية التابعة للدعم السريع قراراً بمنع تدوال العملة السودانية الجديدة في مناطق سيطرتها في دارفور، كما أعلن رئيس الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور محمد أحمد حسن، أنهم لن يسمحوا بتداول فئة الألف جنيه الجديدة التي أعلنها بنك السودان المركزي في مناطق سيطرتهم، وقال: “العملة الجديدة غير مبرئة للذمة ولن نسمح بدخولها للولاية”.
أسفرت حالة اللغط هذه عن تأثر أسواق المحاصيل والماشية في دارفور بقرارات بنك السودان المركزي بتغيير العملة حيث أحجم الكثير من التجار عن البيع لتخوفهم من بيع المحاصيل والماشية بالعملات القديمة.
وأعلن بنك السودان المركزي، اليوم الجمعة، عن بدء عملية استبدال العملة التي أعلن عنها مؤخرا، والهادفة إلى الحفاظ على الجنيه ومواجهة عمليات النهب التي طالت المصارف والمؤسسات المختلفة.
ونقل موقع "الراكوبة نيوز" عن البنك المركزي السوداني أن استعداداته لاستبدال العملة الجديدة قد اكتملت، وتشمل فئتي الخمسمائة والألف جنيه.
وأرجع البنك قرار الاستبدال إلى "المحافظة على العملة الوطنية بكبح جماح التضخم، والتحكم في ارتفاع سعر الصرف، والمحافظة على الاقتصاد الكلي وحشد الموارد، وذلك بحض الناس على التعامل عبر المصارف العاملة بالبلاد للحفاظ على مدخراتهم ودخولهم في منظومة الشمول المالي باستخدام وسائل الدفع الالكتروني ما أمكن في معاملاتهم وتسهيل خدماتهم".
وأوضح بنك السودان المركزي أن هذه المرة سيكون الاستبدال مختلفاً عما سبقه من تجارب سابقة، حيث سيتم من خلال حسابات الجمهور بالمصارف، كما أطلق البنك حملة إعلامية واسعة سخر لها كل الأجهزة الإعلامية الرسمية والشعبية لتبصير وتنوير الناس ودفعهم لفتح حسابات لهم خاصة الذين ليست لديهم حسابات في المصارف.