ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة، وتزداد معاناة النازحين من بيوتهم المدمرة، وسط شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع.
وأفادت الأمم المتحدة بأن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب مقدرة عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريباً.
النفايات تحاصر النازحين
ومع تناقص المساحات الآمنة التي يمكن للنازحين نصب خيامهم فيها والإقامة بها في خان يونس جنوبي قطاع غزة، بدت أطنان النفايات ومياه الصرف الصحي وكأنها تحاصرهم في خيامهم في ظل انتشار الأمراض المعوية والجلدية.
أطنان النفايات تحاصر النازحين وتفاقم الأزمة الصحية والبيئية في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتسببت العملية العسكرية الإسرائيلية على خان يونس، بتدمير المنظومة الخدماتية للمدينة، وقال، صائب لقان، المتحدث الإعلامي باسم بلدية خان يونس لوكالة "سبوتنيك":
الاحتلال قام بتجريف أكثر من 120 كم من الطرقات في خان يونس، و34 كم من شبكات تصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى تدمير غالبية شبكات الصرف الصحي، وهذه المنظومة أصبحت متهالكة، مما سبب عدم القدرة على السير في الشوارع وتقديم الخدمات وترحيل النفايات.
أطنان النفايات تحاصر النازحين وتفاقم الأزمة الصحية والبيئية في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضاف: "الاحتلال يمنع طواقم الصحة والبيئة، والمجلس الخدماتي والبلدية من ترحيل النفايات، إلى المكب الرئيسي الواقع شرق خان يونس، مما جعل بلدية خان يونس تنشأ بعض المكبات المؤقتة غرب المدينة، وهذه المكبات باتت قريبة من تواجد النازحين الذين يضطرون للبقاء هناك، مما يجعلهم معرضين للعصارة السامة الناجمة عن تكدس النفايات".
أطنان النفايات تحاصر النازحين وتفاقم الأزمة الصحية والبيئية في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ومن وسط أكوام النفايات التي بدت مثل التلال، يحاول النازح إبراهيم مطر، إزاحة النفايات، بعدما وصلت إلى حدود الخيمة، وخيام قرابة 20 ألف نازح حسب تقديره.
وقال إبراهيم لوكالة "سبوتنيك":
نزحنا من شمال قطاع غزة إلى خان يونس، ثم نزحنا إلى رفح، وبقينا فيها فترة، ثم أجبرنا الاحتلال إلى العودة إلى خان يونس، ولم نجد سوى منقطة غرب خان يونس، وكما ترى نعيش بجانب أطنان النفايات، التي باتت بالقرب من خيامنا، وقد قمنا بإزاحة جزء بسيط منها من جانب الخيمة.
أطنان النفايات تحاصر النازحين وتفاقم الأزمة الصحية والبيئية في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضاف: "نعيش هنا منذ 5 أشهر، والوضع الصحي يزداد سوء بسبب النفايات، ونعاني من انتشار الحشرات التي تدخل الخيام، وقد لدغت الحشرات حفيدتي في وجهها وتم إجراء عمليتين لها، ولكن حصل لها مضاعفات بسبب نوع الحشرات السامة المنتشرة في المنطقة، وتحتاج إلى عملية ثالثة، وابنتي أيضا تعرضت لإصابة، وكذلك تعرضت لإصابة في قدمي بسبب الحشرات، وتم إجراء عملية في قدمي وتحسنت، ونضطر للعيش هنا، حيث لا يوجد مكان آخر حاليا، وفي الشتاء يزداد الوضع سوء".
أطنان النفايات تحاصر النازحين وتفاقم الأزمة الصحية والبيئية في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من تفاقم مشكلة تكدس النفايات بشكل عشوائي بجانب خيامهم، مما يسبب انبعاث روائح كريهة وانتشار كثيف للحشرات، وهو ما نتج عنه تفشي للعديد من الأمراض، وقال النازح محمد ماضي لوكالة "سبوتنيك":
الاحتلال هو الذي أجبرنا على المكوث هنا، بعدما نزحنا من رفح، بجانب أطنان النفايات المتكدسة، والمضرة بالصحة، والروائح التي تسبب العديد من الأمراض، ولا نعرف أين نذهب.
وتحاول النازحة، أم محمد، البحث عن مكان بديل أفضل، وبعيد عن مكبات النفايات، لكنها لم تنجح بسبب اكتظاظ أماكن النازحين، وقالت الحاجة أم محمد لـ"سبوتنيك": "نضطر للعيش هنا، وزوجي مريض بسبب النفايات، وهناك انتشار للرائحة، والحشرات تدخل إلى الخيمة بشكل مستمر".
أطنان النفايات تحاصر النازحين وتفاقم الأزمة الصحية والبيئية في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتحاول بلدية خان يونس التخفيف من أطنان النفايات غرب خان يونس، ونقلها إلى مكبات آخرى داخل المدينة، لكن ضيف المساحة يعيق ذلك، وتمنع إسرائيل البلديات من نقل النفايات إلى مكباتها الرئيسية بالقرب من المناطق الحدودية منذ بدء الحرب، مما دفع البلديات إلى إبقاء النفايات بالقرب من المشارف الحضرية والمخيمات.
أطنان النفايات تحاصر النازحين وتفاقم الأزمة الصحية والبيئية في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ونبَّه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن مسألة إدارة النفايات الصلبة في غزة أصبحت حاجة ملحة وتتطلب دعمًا وحلولا فورية، وكانت غزة قبل الحرب، تعاني من مشكلة إدارة النفايات، حيث كان يتم إنتاج 1,700 طن من النفايات يوميًا، ولم تكن هناك سوى مكبين رئيسيين لاستيعاب هذه الكمية.
أطنان النفايات تحاصر النازحين وتفاقم الأزمة الصحية والبيئية في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتسببت الحرب على قطاع غزة المستمرة للعام الثاني، بالمزيد من الدمار في البنية التحتية الحيوية لجمع النفايات، وأدى تدمير مركبات جمع النفايات والمرافق ومراكز معالجة النفايات الطبية، إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل.
أطنان النفايات تحاصر النازحين وتفاقم الأزمة الصحية والبيئية في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ437 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 45,028 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 106,962آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.