"تعطلت رواتبهم" .. مواطنون سوريون يشتكون بسبب ضيق الحال

" الخبز متوفر… بس ما معنا مصاري نشتريه لا نقدر نأكل ولا نشتري شيئاً"، بهذه الكلمات بدأت المواطنة السورية خولة "65 عاماً" حديثها وهي معلمة مدرسة متقاعدة.
Sputnik
وقالت المواطنة السورية لـ"سبوتنيك" منذ "رحيل حكومة الأسد"، أحاول الحصول على راتبي التقاعدي ولكن دون جدوى، وهو مبلغ بسيط جداً لا يتعدى 400 ألف ليرة سورية، أي نحو 25 دولار أمريكي، لا يكفي حتى مصروف الولد الصغير لأسبوع. "فاليوم تحتاج الأسرة 10 أضعاف الراتب الذي أتقاضاه كحد أدنى حتى تستطيع تأمين قوتها اليومي".

وبنبرة يعتصرها الحزن، أشارت خولة إلى أن المشكلة الكبيرة التي تصيبنا اليوم هي عدم صرف الرواتب ولا نعلم ما المصير، "فالأسعار ترتفع، وسيكون ذلك صعباً على الجميع".

تقيد سحب الأموال من المصارف

وكان قد صدر تعميم من مصرف سوريا المركزي يحث على استئناف أعمال البنوك التجارية العامة والخاصة بعد أن تم الطلب من كافة الموظفين العودة للعمل، ولكن هناك تقييد في حرية سحب الأموال من المصارف إضافة إلى عدم السماح بالسحب المباشر والاكتفاء بالسحب عن طريق الصرافات.
مواطنون سوريون يشتكون بسبب ضيق الحال
وأدى ذلك إلى مطالبات شعبية واسعة من الحكومة السورية الجديدة بتفعيل دور المصارف وإعداد القوائم المالية لصرف الرواتب المستحقة للموظفين على الفور بسبب ضيق الحال وعدم القدرة على مواجهة تقلبات الأسعار في ظل انعدام الكهرباء والغاز ورفع أجور المواصلات والخبز والمحروقات.

وأكد الموظف المتقاعد، يوسف دياب "68 عاماً"، لـ"سبوتنيك" أن التأخير في صرف رواتب المتقاعدين وورثتهم سيخلق عبئا ماليا شديدا على هذه الأسر وعلى معيشتها اليومية في ظل انفتاح السوق، وسيولد ضغطا، أو سيخلق أزمة مالية في التأمينات وسيزيد من أعباء الإعانات الاجتماعية على قسم كبير، وفي حال الاتجاه إلى إيقاف الرواتب سيخلق أزمة اجتماعية مالية عند الكثير من الأسر، فارتفاع الأسعار وتقلبها يومياً وضعنا أمام قائمة تطول من الديون، نستدين من الجميع، ولولا الديون لرأيت الناس جائعين.

مجلس الوزراء السعودي يجدد وقوف المملكة إلى جانب الشعب السوري
وقالت المواطنة، مروة، التي اكتفت بذكر المقطع الأول من اسمها، وهي أم لأربع أطفال لـ"سبوتنيك": "علينا أن نخطط لكل شيء، من يشتري اليوم يشتري بأسعار اليوم، فغداً ربما لن نتمكن من شراء ما نجتاحه، الخوف من ارتفاع الأسعار وعدم الحصول على الرواتب يجعلنا نشتري كل شيء بكميات قليلة".

تضاعف معدلات الفقر قبل الحرب

كان ثلث سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر، أما اليوم، فإن أكثر من 90% يعيشون بأقل من 2.15 دولار يوميًا، كما أنّ ارتفاع ثمن المعيشة وتدمير البنية الاقتصادية جعل الحياة أكثر قسوة، حيث تضاعفت معدلات الفقر والجوع، فاليوم يكافح نحو 13 مليون شخص للبقاء على قيد الحياة في ظل جوع شديد.

وفي السياق ذاته، أكد وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال السورية، باسل عبد العزيز عبد الحنان، في تصريح صحفي أن توفير الرواتب ستكون مع بداية العام المقبل، بحكم أن الموارد المتوفرة حاليًا في سوريا من حركة الموارد والمعابر ورسوم المؤسسات، مبينًا أن الإجراءات الاقتصادية تشمل التحول من منظومة اشتراكية إلى نظام اقتصاد حر تنافسي ومفتوح.

يذكر أن غلاء المعيشة بات الشغل الشاغل للسوريين، التي لا تنقص أسواقها المواد الأساسية، لكنها تشهد ارتفاعًا شديدًا في الأسعار في ظل تراجع قيمة الليرة السورية، و يشكّل ارتفاع تكاليف العيش محور حديث جميع الذين عادوا إلى العمل، ولا يعرفون إن كانوا سيتقاضون رواتبهم ومتى سيحصلون عليها.
مناقشة