رئيس الحركة الشعبية لتحريرالسودان يوضح لـ"سبوتنيك" مدى إمكانية تطبيق الحكم الذاتي في الشرق

أكد الدكتور محمد مصطفى، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، أن الحديث عن الحكم الذاتي لشعب أي إقليم يحتاج بالضرورة لتوفر بعض الشروط المهمة وعلى رأسها وحدة مكونات ذلك الإقليم حول أهداف تحقيق الحكم الذاتي، وهذا ما لا يتوفر في إقليم شرق السودان.
Sputnik
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، لوحدة مكونات الإقليم حول تحقيق الحكم الذاتي شروط مهمة منها، التوافق حول مصادر التشريع وأهم عناصر التشريع، ونظام الحكم، ومعايير قسمة السلطة والثروة وغيرها من الشروط الضامنة لتوافق مكونات الإقليم، وفي شرق السودان هنالك إنقسام حاد بين أهم مكوناته بل أن هنالك عدم إعتراف من أحد مكوناته بالهوية الوطنية لجزء كبير من مكون آخر وتلك الصراعات الحادة بين مكوناته لا تخفى على أي مراقب.
وتابع مصطفى:
إذا لم تتجاوز هذه المكونات مرحلة الاعتراف بالانتماء لهوية وطنية واحدة فكيف لها الحديث عن الحكم الذاتي، وإذا فرضنا جدلٱ أن شرق السودان قد حقق خيار الحكم الذاتي بطريقة ما، فهل تستطيع هذه المكونات الوجود داخل حدود إقليمية واحدة؟
وأردف رئيس الحركة الشعبية، نحن نعلم ونعتز بنضالات شعب البجا منذ ما قبل الميلاد ونفتخر بهذا المكون السوداني العظيم الذي ابتدر تكوين كيان سياسي مطلبي تحت مسمى ( مؤتمر البجا) منذ عام 1958م لتحقيق العدل والحرية والمساواة، وقد تطورهذا الكيان السياسي إلى حركة مسلحة بعد تعنت وتمادي الطبقة المسيطرة على مراكز صنع القرار في السلطة المركزية في نقض العهود.
وأشار مصطفى، إلى أنه تحقيق أي هدف مطلبي استراتيجي لأي إقليم لابد من وحدة مكونات ذلك الإقليم في حد أدني، وذلك هو الشرط الذي يفتقده إقليم شرق السودان.
وحول رؤيته في تناول وكالة "سبوتنيك" لأزمات المنطقة والملف السوداني يقول مصطفى: وكالة "سبوتنيك" هي وكالة تشبه الثورة التي تنقض على المألوف المختل، فالغرب يدعي الديمقراطية ويطبق الديمقراطية داخل بلدانه ويحقق نوعٱ من العدل والحرية والمساواة بداخلها ولكنه يتجاوز الكثير من معايير الديمقراطية وعلى رأسها العدل والمساواة مع شعوب البلدان الأخرى، فهو يسعى لتحقيق مصالحه دائمٱ ولو كان ذلك على حساب شعوب تلك البلدان، بل إذا تقاطعت مصالحه مع مصالح شعوب تلك البلدان فإنه يتغاضى عن مصالح الشعوب لأجل تحقيق مصالحه ويسخر آلة إعلامه لشرعنة ممارساته الظالمة احيانٱ لشعوب بلدان كثيرة.
المجلس النروجي للاجئين: ثلثا نازحي شرق السودان لا يحصلون على غذاء كاف
وأكد مصطفى، غالبٱ يتحالف الغرب تحالفٱ إستراتيجيٱ مع حكومات دكتاتورية قابضة وظالمة لشعوبها ويتغاضى عن بطشها وانتهاكاتها الجسيمة ضد شعوبها فقط لتحقيق مصالحه، وبالتالي تصبح هنالك أزمة ثقة من شعوب بلدان كثيرة وحتى شعوبه في التعاطي مع إعلامه، وبالمقابل تبحث هذه الشعوب وحتى شعوب الغرب عن مصادر بديلة للمعلومات، وهنا يقع الإختيار على وكالة سبوتنيك الروسية التي تماثل لحد كبير مصداقية روسيا في التعامل مع حلفائها، وعلى سبيل المثال تنتهج روسيا في شراكاتها الاقتصادية والأمنية نهج الشراكات الحقيقية التي تؤدي إلى توازن المصالح وتمليك التكنولوجية، وكذا فإن وكالة سبوتنيك تسعى لنشر معلومات حقيقية مجردة من أي تزييف ومن مصادر موثوقة.
أصدرت هيئة قيادة قوات مؤتمر البجا تحذيرا شديد اللهجة للحكومة السودانية، حيث هددت باستعادة ما وصفته بـ"حقوقها الكاملة" إذا لم يتم الاستجابة لمطالبها.
ونقل موقع "أخبار السودان" بيانا رسميا أصدره المكتب الإعلامي لهيئة قيادة قوات البجا، حيث أكدت فيه أنها "لن تتوانى عن اتخاذ خطوات حاسمة لتحقيق أهدافها، مستندة إلى الوثيقة التاريخية لمطالب مؤتمر البجا الأول التي أُعدت في عام 1958، بالإضافة إلى الاتفاقيات السابقة التي تم التوصل إليها في القاهرة عام 2004 وفي أسمرا عام 2006".
وانتقدت البجا بشدة الحكومة السودانية، حيث وصفت دورها بأنه سلبي وغير متجاوب مع المطالب المشروعة لشعب البجا، وأشارت الهيئة إلى أن الحكومة لم تتخذ خطوات فعالة لمعالجة القضايا التي تهم المنطقة، مما يزيد من حالة الإحباط والغضب بين أبناء البجا.
وأكدت "البجا"، أنها "ستفرض إرادتها بالقوة إذا لزم الأمر"، وهو ما يعتبر تصعيد في الخطاب يعكس حالة من الاستياء المتزايد بين المكونات الاجتماعية والسياسية في السودان، ويشير إلى إمكانية تصاعد التوترات في المستقبل إذا لم يتم التعامل مع المطالب بشكل جاد وفعال.
يذكر أن الحرب التي يشهدها السودان، اندلعت في أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.
مناقشة