برلماني جزائري: فرنسا تحرك "الماك" و"رشاد" الإرهابيتين للضغط على بلادنا

وصلت التوترات بين الجزائر وفرنسا، إلى مرحلة متقدمة، في ظل اتهامات جزائرية لباريس، بسعيها نحو زعزعة الاستقرار في البلاد.
Sputnik
وتتفاقم التوترات بين البلدين منذ سنوات، على خلفية أزمات تاريخية فاقمها الموقف الفرنسي من دعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء الغربية، الذي اقترحه المغرب في العام 2007، فيما أفادت وسائل إعلام جزائرية، قبل أيام، باستدعاء سلطات البلاد سفير باريس لديها ستيفان روماتيه، وتوجيه "تحذير شديد اللهجة" بشأن ما قالت إنها "مخططات عدائية تقف وراءها المخابرات الفرنسية".
وحول الاتهامات الموجهة لباريس، قال البرلماني الجزائري علي ربيج، إن "العلاقات الجزائرية الفرنسية، تمر بمرحلة حساسة ومعقدة".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "السلطات الفرنسية والمخابرات، أصبحت ضالعة بشكل مباشر في تجنيد عناصر إرهابية جزائرية وفرنسية، بالإضافة إلى وضع السفارة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي في خدمة هذا المخطط الفرنسي، لضرب أمن واستقرار الجزائر".

وتابع: "المخابرات الجزائرية استطاعت أن تفكك الشبكة التي تربطها علاقات بأجهزة استخبارات خارجية، في حين أن جميع الأدلة تشير إلى أن فرنسا ماضية نحو تأزيم العلاقات بين البلدين".
مسؤول جزائري: مشاورات مع تونس وفرنسا وإسبانيا لتسليم عناصر الماك ورشاد
ولفت ربيج إلى أن "الرد الجزائري قد يكون قاسيا من أجل حماية الأمن القومي للبلاد، وأن الفصول القادمة في العلاقات الجزائرية الفرنسية ستعرف الكثير من المواجهة والكثير من الحزم".

ويتوقع أن "تشهد العلاقات مع فرنسا مراجعة دقيقة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، في مقابل استمرار الضغط من الجانب الفرنسي، وقد تلجأ إلى ملف التأشيرة".

واشار إلى أن "فرنسا تعتمد على بعض المثقفين الذين يحملون الجنسيه الفرنسية، وهم من أصول جزائرية، للتحرش بالجزائر والضغط عليها، بالإضافة إلى بعض من ينتسبون إلى المعارضة مثل جماعة "الماك" الإرهابية، التي تقيم في فرنسا، وهي جماعة تتلقى الدعم من قبل السلطات الفرنسية، وكذلك مجموعة" رشاد "، هي كذلك واحدة من المجموعات المدعومة من لوبيات خارجية، منها فرنسا.
ويرى أن "باريس يمكن ان تعتمد على مثل هذه المجموعات في ضغطها على الجزائر، وأنها قد تعول على الجماعتين، بالتحرش بأمن واستقلال الجزائر، من الداخل من خلال تحريك موجات الإضرابات أو المقاطعة، وفي الخارج من خلال المنابر الدولية، عبر محاولة تشويه صورة الجزائر السياسية والدبلوماسية".
وشدد على "ضرورة ترابط الشارع الجزائري، بشكل قوي، وتنسيق الجهود بين الأحزاب والقوى السياسية لمواجهة كافة المحاولات الفرنسية ضد الجزائر".
وقالت وسائل الإعلام الجزائرية، نقلا عن مصادر دبلوماسية وصفتها بـ"الموثوقة"، أن "استدعاء السفير روماتيه بمثابة تحذير شديد اللهجة، ويأتي في أعقاب الكشف عن تورط أجهزة الاستخبارات الفرنسية في حملة تجنيد إرهابيين سابقين في الجزائر لأغراض زعزعة الاستقرار".
الجيش الجزائري يؤكد ضلوع تنظيمي "ماك" و"رشاد" في مخطط ضد البلاد
ما هي حركة "رشاد"؟
تأسست حركة "رشاد"، في أبريل/ نيسان 2007، من قيادات في "جبهة الإنقاذ الإسلامية" المصنفة ضمن "القائمة الإرهابية" للبلاد، منهم مراد دهينة، ومحمد العربي زيتوت، ومحمد السمراوي، وعباس عروة، ورشيد مصلي.
وفي عام 2003، قدم القضاء الجزائري مذكرة توقيف للإنتربول بحق مراد دهينة، بتهمة ضلوعه في "تهريب أسلحة من سويسرا والسودان إلى الجزائر وارتكاب العشرات من العمليات الإرهابية في فرنسا والجزائر"، إلا أنه في العام 2004، أفرجت الجزائر عن عباسي مدني، وعلي بلحاج، في حين رفض دهينة المصالحة الوطنية في الجزائر وقرر ترك قيادة المكتب في الخارج.
وفي العام 2006 دعا مراد دهينة إلى "عمل مسلح مشروع" ضد الدولة.
ما هي حركة "ماك"؟
تأسست الحركة، عام 2001، وتتخذ من باريس مقرا لها، صنفتها الحكومة في مايو/ أيار الماضي، ضمن قائمة الإرهاب.
أسس الحركة فرحات مهنا، للمطالبة بالحكم الذاتي في منطقة القبائل بعد أحداث عام 2001.

يذكر أن السلطات الجزائرية، اتهمت حركتي الماك ورشاد المصنفتين حركتين إرهابيين، بالضلوع في الحرائق المهولة التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية، وأمرت حسب بيان للمجلس الأعلى للأمن سابق "بالقبض على بالمتورطين في الجريمتين، وكل المنتمين للحركتين الإرهابيتين، اللتين تهددان الأمن العام والوحدة الوطنية، إلى غاية استئصالهما جذريا".
مناقشة