تضمن الاتفاق عدة نقاط رئيسية تهدف إلى تهيئة الأجواء السياسية والأمنية لتحقيق الانتخابات، ومن أبرز ما جاء فيه تشكيل سلطة تنفيذية جديدة، على أن يتم العمل على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية وفقًا لما ورد في المادة (1) من الاتفاق، لضمان تنفيذ القوانين الانتخابية واستكمال المرحلة التمهيدية.
وشدد الأعضاء على إزالة العوائق أمام الانتخابات حيث تم الاتفاق على تخصيص الموارد اللازمة لتنفيذ مشروع التعداد الوطني ومشروع "انطلاق"، بهدف تنظيم الرقم الوطني وإزالة كافة التحديات أمام العملية الانتخابية، وتعزيز الشفافية والتنمية ووضع آليات لضمان التوزيع العادل لمخصصات التنمية بين المناطق المختلفة، بما يدعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
كما تم التطرق لمعالجة الملفات السيادية والأمنية، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة لمتابعة ملف المناصب السيادية والأمن القومي، بهدف استعادة الدولة سيطرتها على الحدود والموانئ وضمان سيادة القانون.
كما شدد الاتفاق على أن الحل للأزمة الليبية يجب أن يكون "ليبي - ليبي"، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية، مع التأكيد على الالتزام بالإطار الدستوري والاتفاق السياسي.
وفي الخطوة المقبلة من المتوقع أن يتم تقديم التقارير النهائية للجان المشتركة خلال شهر من تاريخ الاجتماع، على أن يكون الاجتماع القادم في مدينة درنة نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل.
في هذا الإطار، قال عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي، إن هذه اللقاءات تأتي دائماً في الوقت الذي يكون فيه المبعوث الأممي في نهاية مهامه، ويحاول تحقيق أي نتيجة بشكل متسرع.
وتابع، في حديثه لـ"سبوتنيك": "المبعوثة الأممية السابقة ستيفاني ويليامز، على سبيل المثال، كانت موجودة منذ أكثر من عام، ولم نرَ منها أي إنجاز ملموس، لكنها الآن تريد إنهاء كل شيء قبل عطلة عيد الميلاد، وتسعى لإعادة ليبيا إلى مسار محدد بحلول يناير المقبل. وهذا الأمر مستغرب ومثير للدهشة".
وأضاف التكبالي: "لا يمكن بناء دولة في شهر أو شهرين فقط، ثم تُطرح التناقضات من كل اتجاه، نحن ندرك جيداً أن العديد من النخب الليبية أكدت أن هذا المؤتمر محكوم عليه بالفشل".
وقال: "شخصيا، قاطعت العديد من المؤتمرات من قبل، وهذا المؤتمر ليس استثناء، وأعلم يقيناً أن النجاح لن يتحقق أبداً، لأن التناقضات أكبر من أن تُحل في يومين أو ثلاثة أيام، سواء على يد ستيفاني خوري، أو مجلس النواب، أو مجلس الدولة، وبالتالي، هذا المؤتمر لن يُنتج شيئاً سوى هدر المال، والوقت، والجهد".
وتابع البرلماني الليبي: "لو كانت خوري جادة في تحقيق نتائج، لما قامت بعرقلة الحلول السابقة، لا أعتقد أنها ستنجح في تحقيق أي شيء يذكر، وستنتهي كسائر المبعوثين الذين سبقوها".
وأوضح التكبالي: "الوضع في ليبيا، وفي المنطقة العربية ككل، لا يسمح بعقد مثل هذه المؤتمرات، فجميعنا نعلم أن دولاً مثل سوريا، العراق واليمن وفلسطين والسودان وإثيوبيا، وحتى المنطقة المحيطة بمصر، تعاني من أزمات وحروب متلاحقة، والجميع يريد تطويق مصر، لأنها إذا سقطت، سيسقط العالم العربي كله، ويفتح الطريق أمام إسرائيل لفرض هيمنتها على المنطقة".
وأكد التكبالي: "هذا المؤتمر لن ينجح، أما الليبيون الذين شاركوا فيه دون وعي أو إدراك، فهم مطالبون بمراجعة مواقفهم، فيجب أن يسأل كل من يندفع نحو هذه المؤتمرات أو يقبل دعوات الدول الأخرى: لماذا ذهبوا إلى هناك؟ وما الذي يمكن أن نحققه فعلا؟".