وذكر الموقع الرسمي لجامعة ترينتو أن هذه الدراسة المنشورة في مجلة"Nature Microbiology" العلمية، تهدف إلى فهم كيفية تفاعل الأطعمة المختلفة مع الميكروبيوم (بكتيريا الأمعاء) وتأثير ذلك على صحة الإنسان، وقد ركز الباحثون في هذه الدراسة على القهوة، وهي مشروب شائع.
أظهرت النتائج أنه من خلال تحليل الميكروبيوم، يمكن تحديد ما إذا كان الشخص يشرب القهوة أم لا بدقة تزيد عن 95%. ويعود ذلك لوجود بكتيريا معينة تُسمى"Lawsonibacter asaccharolyticus" تكون أكثر وفرة بست إلى ثماني مرات لدى الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام مقارنةً بمن لا يشربونها.
أُجريت الدراسة على أكثر من 22 ألف شخص، وأُكدت النتائج في المختبر، حيث تبيّن أن نمو هذه البكتيريا يزداد عند إضافة القهوة إلى بيئة الاستنبات.
لوحظ كذلك أن كمية هذه البكتيريا تزداد مع زيادة استهلاك القهوة، وقد تكررت هذه النتائج في دراسات أُجريت في 25 دولة حول العالم، حيث وُجدت هذه البكتيريا بوفرة في المجتمعات التي تستهلك كميات كبيرة من القهوة، مثل لوكسمبورغ والدنمارك والسويد في أوروبا، بينما كانت شبه غائبة في دول مثل الصين والأرجنتين والهند.
لا يُعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه البكتيريا تؤثر إيجاباً أو سلباً على صحة الإنسان، ولكن الأهم هو اكتشاف أن شرب القهوة يحفز بشكل كبير وجود هذه البكتيريا في الأمعاء.
يساعد الاكتشاف قد يساعد في فهم تأثيرات الأطعمة الأخرى على أنواع أخرى من البكتيريا التي قد يكون لها تأثير أكبر على الصحة، فيما يخطط الباحثون لإجراء دراسات مماثلة على أطعمة أخرى، مع الأخذ في الاعتبار صعوبة تحديد كميات استهلاك بعض الأطعمة بدقة مقارنةً بالقهوة.
ويأمل الباحثون أن تُستخدم هذه النتائج في المستقبل لتحديد أنواع الأنظمة الغذائية المُخصصة لكل فرد بناءً على تحليل الميكروبيوم الخاص به، وذلك من خلال تحديد نقص أنواع معينة من البكتيريا المرتبطة بأطعمة صحية، وبالتالي تقديم توصيات غذائية مُناسبة.