بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتعرض الضفة الغربية إلى تصاعد في وتيرة العمليات العسكرية والاقتحامات للمدن والقرى الفلسطينية، ووسعت الحكومة الإسرائيلية من عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، وسط معاناة كبيرة للسكان ووضع اقتصادي صعب للغاية.
Sputnik
وبعد مرور أكثر من عام على الحرب على القطاع، بات العيد في الضفة الغربية يمر من دون زينة أو فرحة، وعلى عكس الأعوام السابقة، لم تتزين بيت لحم جنوبي الضفة الغربية بشجرة الميلاد أو أضواء الفرح، بل كانت ليلة عيد الميلاد، حزينة تضامنا مع قطاع غزة.

عيد الميلاد بين الحزن والأمل

وفي ساحة المهد أمام الكنيسة، كان عدد الحضور قليلاً مقارنة بالأعوام الماضية، ولم يكن هناك احتفال، بل كانت القلوب مثقلة بالحزن، حيث غابت مظاهر الزينة والشجرة الضخمة التي طالما زينت الساحة، وحل محلها شعور التضامن مع أهالي غزة.
بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان لوكالة "سبوتنيك":

رسالة بيت لحم تعبرعن معاناة شعبنا، وقرار عدم إضاءة شجرة الميلاد، وعدم تزين المدينة، جاء لإيصال رسالة للعالم عن معاناة الشعب الفلسطيني الناتجة عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في حربه، وسياساته القمعية والظلم الواقع على شعبنا.

بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
مدينة بيت لحم التي تحتفل هذا العام بعيد الميلاد وسط أجواء من الحزن، لكنها تحمل في نفس الوقت رسالة السلام والمحبة، كما كان يعبر الحضور في كل ترنيمة وشمعة، وخيم هدوء غير مألوف على ساحة المهد في قلب مدينة بيت لحم، فيما انتشرت قوات الأمن الفلسطينية في محيط كنيسة المهد التي كانت ساحتها شبه فارغة.
بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
وقالت المواطنة ميرنا الأطرش لـ"سبوتنيك": "رسالة بيت لحم هذا العام هي رسالة الأمل والسلام، من مهد السيد المسيح، على الرغم أنَّ هذه المدينة تعيش عزلة كبيرة جراء الاستيطان، ونتمنى لقطاع غزة بالسلام وانتهاء الحرب، وذلك الظلم والطغيان على أبناء شعبنا".
بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
وأضاف المواطن، حنا زبلح:

أجواء حزينة من دون شجرة ومن دون زينة، ومن دون أهلنا من قطاع غزة، ولا يوجد احتفالات مثل الأعياد السابقة، لكننا نأمل أن تعود الحياة كما كانت، وتعود غزة كما كانت.

بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
ووصل موكب بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، إلى بيت لحم قادماً من القدس، لترؤس قداس منتصف الليل لمناسبة عيد الميلاد وفق التقويم الغربي.
بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
ورغم الظروف الصعبة، فقد كان هناك استقبال رسمي لبطريرك القدس على بلاط كنيسة المهد، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والدينية، إلى جانب عدد من القناصل والسفراء، وسيقتصر الاحتفال في عيد الميلاد على الطقوس الدينية إذ سيتم تنظيم قداس منتصف الليل في الكنيسة بحضور بطريرك القدس اللاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا.
بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
وأكد الكاردينال بيتسابالا في كلمة له لحظة وصوله، أن عيد الميلاد هذا العام يحمل رسالة المحبة والسلام في وقت تشتد فيه الحاجة إلى إنهاء الحروب وإحلال العدل والكرامة الإنسانية، إذ إنه للسنة الثانية يمر على بيت لحم ميلاد حزين، والمحلات التجارية مغلقة والمدينة حزينة.
بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
وأشار إلى أنه زار غزة، يوم أمس، وشاهد الدمار الشامل، ولكن في الوقت ذاته لاحظ إرادة شعبنا القوية هناك، الذين لن يستسلموا لكل الدمار والخراب.

ضعف السياحة

ويعاني اقتصاد مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، أوضاعا صعبة للغاية، خاصة أنه يعتمد على قطاع السياحة، والصناعات اليدوية والحرفية التي انقطعت بشكل كبير في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة، الأمر الذي تسبب في توقف عدد كبير من المشاريع عن العمل، وإغلاق المنشآت، ما ساهم في ارتفاع نسب البطالة والفقر.
بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
وقال بائع التحف الدينية والزينة نبيل جكمان لوكالة "سبوتنيك":

المدينة فارغة وحزينة، وأجواء الحزن تظهر في كل مكان، وكأنها مدينة أشباح، ولقد فتحنا المحال التجارية على أمل أن يتواجد بعض السياح المقيمين في فلسطين، لكن حتى هؤلاء غير متواجدين، والحرب على قطاع غزة كان لها تأثير كبير على بيت لحم.

بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
وأشا رئيس بلدية بيت لحم، أنطون سلمان، إلى أنَّ المدينة تعيش أزمة اقتصادية صعبة للغاية، منذ أكثر من عام، وقال:

مع مرور الوقت تزداد الأزمة التي تعيشها بيت لحم سوء، وهناك ارتفاع في عدد الأسر التي تعيش تحت خط الفقر، وبالتالي المعاناة مستمرة ووتوسع.

بيت لحم تستقبل عيد الميلاد بأجواء من الحزن والأمل
وينشر الجيش الإسرائيلي حواجزه في محيط مدينة بيت لحم مما تسبب بتقييد الحركة ومنع الفلسطينيين من مدن أخرى من زيارتها، كما يشتد الاستيطان في بيت لحم، ومنذ السابع من أكتوبر 2023 قررت السلطات الإسرائيلية بناء مستوطنات جديدة، ومئات الوحدات الاستيطانية في أكثر من مستوطنة، بالإضافة لمصادرة الأراضي لشق طرق استيطانية جديدة، ومحاصرة أراضي المواطنين ومنع الوصول إليها، والاعتداء على المواطنين وحرق أراضيهم الزراعية.
مناقشة