وفي تصريحات لوسائل إعلام غربية، قال عبدي إنه "يدرك أن هناك وضعا جديدا في سوريا"، مشيرا إلى أن "حزب الأسد حكم بطريقة ديكتاتورية، وكان حكما مركزيا استبداديا".
وأضاف أن "ما تريده "قسد" هو أن تكون سوريا لا مركزية، تقوم على مبادئ ديمقراطية تعددية، مع مجالس محلية تتقاسم بعض الصلاحيات بالتوافق مع السلطة المركزية".
وأكد أن الأكراد القادمين من الخارج الذين انضموا إلى قواته للدفاع عن البلدات الكردية ضد تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عديدة) باتوا مستعدين للمغادرة، مشددا على التزام قواته بالهدنة رغم الانتهاكات.
وأشار إلى أن "الفصائل التابعة لتركيا لم تحترم الهدنة، وأن قواته ترد على الهجمات ضدها، وتعزز خطوط دفاعها".
وفيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا، أضاف مظلوم عبدي، أن "قسد لن تشكّل أي خطر على تركيا، وأنهم مستعدون للدفاع عن مناطقهم، لكنهم في الوقت نفسه يسعون إلى وقف التصعيد".
وكانت الإدارة السورية الجديدة، أعلنت التوصل إلى اتفاق مع قادة "الفصائل المسلحة" يقضي بحل جميع الفصائل ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.
في هذا السياق، قالت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في مصر، ليلى موسى، إن "قسد" كانت وما زالت تؤكد دائما أنها جزء من الجيش السوري مستقبلا، وتلك هي عقيدة قوات سوريا الديمقراطية، وليست وليدة اللحظة".
وأشارت إلى أن "عملية الاندماج في الجيش السوري تحتاج أولا إلى حوار سوري سوري جامع، يتمخّض عنه دستور يضمن حقوق كافة الأطياف، ويكون هناك انتقال سياسي، وحينها يمكن القول إننا نسير في الاتجاه الصحيح".
و أضافت موسى أن "الإشارات التي جاءت من دمشق والحكومة الجديدة حتى الآن إيجابية"، لافتة إلى أن "هناك نوع من التنسيق حدث بالفعل بين "قسد" و"هيئة تحرير الشام" بعد العملية التي شنتها تركيا بالتعاون مع مرتزقتها من الجيش السوري الحر، وتسببت بعمليات تهجير المدنيين من تل رفعت"، مشيرة إلى أنه "كان هناك تعاون بين "قسد" و"هيئة تحرير الشام" لإيصال هؤلاء إلى مناطق شرق الفرات".
وأضافت موسى أن "التقييم الكامل للحكومة السورية الجديدة ما زال مبكرا، لكن المشكلة تكمن في تركيا ومشكلتها مع حزب العمال الكردستاني، الذي هو فصيل مختلف عنا تماما، وهو ما لا تريد أن تفهمه أنقرة"، على حد قولها.
من جهته، رحّب الأكاديمي والخبير العسكري والاستراتيجي، العميد أحمد رحال، بما صدر عن قوات سوريا الديمقراطية من تصريحات، لكنه قال إن "قسد" معتادة دائما على التصريحات التي تكون في واد، والتصرفات على أرض الواقع في واد آخر"، لافتا إلى أن "هناك شروطا على "قسد" الاستجابة لها، وأولها إبعاد الغرباء من قوات حزب العمال الكردستاني".
وأشار رحال إلى أن "المطلوب الآن حوار جاد من أجل الوصول إلى هذه الخطوة، لكن يجب ألا يكون الحوار بالسلاح"، مشيرا إلى أن "هذه الخطوة لن تأتي بقرار داخلي، وإنما بتوافق دولي، خاصة بين أمريكا وتركيا، ثم يأتي دور الأكراد في الداخل السوري".
إلى ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي، د.يوسف كاتب أوغلو، إن "السبب الرئيسي لهذه التصريحات من "قسد" وزعيمها هو ما قاله الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالأمس في خطابه"، مشيرا إلى أن "هذه التصريحات ليست لها أي قيمة حتى تطبّق على أرض الواقع".
وتساءل كاتب أوغلو: "كيف يمكن أن نفهم نزول طائرات أمريكية محمّلة بالأسلحة في مناطق سيطرة "قسد" شرق الفرات؟"، لافتا إلى أن "تركيا تتابع عن كثب هذه الوعود، آخذة بنظر الاعتبار أن هذه الوعود أعطيت قبل 4 أو 5 سنوات عام 2019، عندما وقعت اتفاقية السلام بين تركيا وأمريكا، ومن ثم فإن هذه التصريحات دون تطبيق يجعلها تصريحات للاستهلاك الإعلامي"، بحسب قوله.