مجتمع

السر وراء تقليص حيوان لحجم دماغه قد يساعد في العلاج من "ألزهايمر"

دماغ
كشفت دراسة حديثة عن آلية فريدة في حيوان تتيح له تقليص حجم دماغه وأعضائه بنسبة تصل إلى 30% في الشتاء، ثم استعادته في فصل الربيع.
Sputnik
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "eLife"، والصادرة من جامعة ستوني بروك، بقيادة وليام توماس وليليانا دافالوس، التغيرات الجينية الموسمية التي تمكّن حيوان "الزبابة الأوراسية" من تقليص حجم أعضائه التي تستهلك الوقود، من أجل الحفاظ على الاحتياطي الخاص بها، في الأيام المظلمة والباردة.
وأطلق على هذه الظاهرة اسم "ظاهرة ديهنيل"، نسبة إلى عالم الحيوان البولندي، أوغست ديهنيل، إذ يمكن لهذه الحيلة الذكية للبقاء على قيد الحياة، أن تتسبب في فقدان الحيوان الصغير، الذي يتراوح وزنه بين 5 و12 غراما ما يصل إلى 18% من وزنه، مع انخفاض درجة الحرارة، وهو انخفاض صادم يشمل أكثر من ربع كتلة دماغه، فقط لتنمو أنسجته المفقودة مرة أخرى في فصل الربيع التالي.
وركز الباحثون في الدراسة من أمريكا وألمانيا والدنمارك على منطقة تحت المهاد في الدماغ، المسؤولة عن تنظيم توازن الطاقة، واكتشفوا جينات مرتبطة بتقليص حجم الدماغ، مثل "CCDC22"، التي قد تلعب دورا في الحماية العصبية، ومنع تراكم البروتينات المسبب للأمراض العصبية، كألزهايمر وباركنسون.
وتأتي نتائج الدراسة الجديدة، بعد عام واحد فقط من قيام نفس الباحثين بإدراج عدد من التحولات الأيضية في كبد "الزبابة الأوراسية"، والقشرة المخية، والحُصين التي تصاحب الانكماش الموسمي، وهي النتائج التي اعتقدوا أن لها آثار على علاج الأمراض العصبية لدى البشر.
مجتمع
دراسة واعدة تتوصل إلى مركب كيميائي قد يساعد في علاج ألزهايمر
وتُظهر الدراسة كيف يمكن لهذه الآليات أن تقدم أدلة جديدة لفهم الأمراض العصبية لدى البشر، وتفتح آفاقا لتطوير علاجات مستقبلية، ويخطط الفريق لمواصلة البحث باستخدام تقنيات متطورة لفهم التأثيرات الجينية والتكيفات الفسيولوجية في الزبابة مقارنة بالثدييات الأخرى.
وتشير الأبحاث الطبية المتزايدة، إلى وجود ارتباط وثيق بين اختلال عملية التمثيل الغذائي والأمراض العصبية التنكسية، مما يجعل دراسة قدرة حيوان "الزبابة الأوراسية" على تقليص حجم دماغه بشكل متعمد، فرصة واعدة لفهم أفضل وتشخيص وعلاج التدهور المعرفي.
مناقشة