طفل فلسطيني يواجه ورما يطفئ عينه وحصارا يمنعه من السفر للعلاج في الخارج
12:00 GMT, 27 ديسمبر 2024
يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، بعد مرور أكثر من عام على أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ يتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح غالبية السكان.
Sputnikوتمنع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، ويستهدف الجيش الإسرائيلي المستشفيات والمرافق الصحية، ويمنع دخول إمدادات الدواء والمستلزمات الطبية، وأدى الوضع الصحي الكارثي في القطاع إلى اضطراب في جميع الخدمات الصحية، وتشهد المنظومة الصحية في قطاع غزة المحاصر انهيارا كبيرا، حيث خرجت معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من عام، وخرجت غالبية المراكز الصحية في القطاع عن الخدمة، ووصفت العديد من المنظمات الإنسانية الوضع الصحي في القطاع بالكارثي.
ويواجه الأطفال في قطاع غزة، عواقب مأساوية للغاية، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة، إلى جانب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، ما تسبب في صدمات نفسية بحاجة إلى علاج، ووفقا لليونيسيف، فإن هناك ما لا يقل عن 17 ألف طفل في قطاع غزة، غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عن والديهم، ويعاني الأطفال من ضغوط نفسية صعبة للغاية.
أسيد ينتظر السفر للعلاج أو فقد البصر
الطفل أسيد، يعاني من ورم في عينيه، وبعد نزوح عائلته مع بداية الحرب على قطاع غزة من شمالي القطاع، زادت حالته سوءا، وبسبب فقدان مشافي القطاع للعلاج يواجه أسيد، احتمالية فقد البصر خلال إجراء عملية في المستشفى باستخدام الأدوات الطبية المتاحة في القطاع، وهذا ما ترفضه والدته على أمل السفر للخارج والعلاج.
وتقول والدة الطفل أسيد، سندس عطا، لوكالة "سبوتنيك": "منذ بداية الحرب نزحنا بعد تدمير منزلي شمالي القطاع، وعشت فترة في خيمة، وصعوبة حياة النزوح أثّرت على وضع طفلي الصحي، وزاد مرضه وقلت مناعته بشكل كبير، مما أثر على جسمه بالكامل".
وأضافت: "لذلك انتقلت للعيش في بيت أهلي للتخفيف من وضع طفلي الصحي، حيث يعاني أسيد من ورم على شبكية العين، من المرحلة الرابعة، ووضعه الصحي خطير، ولذلك يجب أن يبدأ بالعالج في أسرع وقت، حتى لا ينتقل الورم إلى باقي جسمه، مثل الدماغ والعمود الفقري، والطبيب أخبرني أن التأخير في العلاج سيؤدي إلى استئصال عينيه، ليعيش بدونهما".
وتراقب والدة الطفل أسيد، طفلها الذي يضعف بصره يوما بعد يوم، وهو يحاول التقاط الكرة لكنه لا ينجح في أغلب المحاولات، وتحمله وهي تنظر بحزن عميق، ويداها ترتجفان من ثقل المأساة بعد مرض طفلها وهدم منزلها وفقد عدد من الأقارب، وفي قلبها ألم وخوف لإدراكها، أن حصار إسرائيل لقطاع غزة عائق أمام تقديم العلاج الذي يمكن أن ينقذ بصر طفلها.
وتابعت: "ابني رفض أمنيا من قبل الاحتلال، لكن كيف لطفل لم يتجاوز 3 سنوات أنَّ يرفض أمنيا، ويحرم من علاجه، وهو يواجه خطر فقد نعمة البصر، لذلك أريد أن يتم السماح لطفلي بالسفر والعلاج في الخارج، ويتم التخلص من الورم، ويكمل حياته بشكل طبيعي".
25ألف حالة تحتاج للعلاج خارج القطاع
ويشير رئيس قسم الأطفال في مشفى ناصر الطبي أحمد الفر، إلى أنَّ قرابة 25 ألف مريض وجريح في قطاع غزة بحاجة للسفر والعلاج في الخارج، منهم قرابة 10آلاف طفل، وغالبية المرضى في مشافي القطاع لا يحصلون على العلاج الأساسي، وسط وضعي صحي كارثي تواجه المنظومة الصحية في قطاع غزة.
وقال الطبيب أحمد الفرا لوكالة"سبوتنيك": "المعابر مغلقة وظروف التحويل صعبة للغاية، وهذا يؤدي لبقاء المرضى بدون علاج، وهناك 25 ألف حالة منذ بدء الحرب تحتاج إلى السفر والعلاج في الخارج، وغالبيتهم أدويتهم مفقودة من مخازن الصحة في القطاع، وقرابة 40% من الحالات هم من الأطفال".
وأضاف: "هناك 90%-80% من المرضى في قطاع غزة، لا يتلقون العلاج المناسب، نظرا لعدم توفر الأدوية بسبب الحصار، وكثير من هذه الحالات تنتظر مستقبل غامض في ظل توقف التحويلات، ونحتاج إلى فتح المعابر في أسرع وقت، وتحويل الحالات الخطيرة، ويتم السماح بدخول الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، وأنَّ يتم التعامل مع المرضى بصفة بشرية، فهؤلاء المرضى يستحقون الحياة، ويستحقون فرصة العلاج، ويجب تحيد قطاع المرضى عن العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني".
وينتظر الطفل أسيد مع قرابة 25 ألف مريض وجريح بحاجة لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، حيث لا يجد غالبية المرضى والمصابين في القطاع، مكانا لتلقي العلاج في ظل تدمير الجيش الاسرائيلي للمنظومة الصحية في القطاع.
وقالت الأمم المتحدة إن "إسرائيل سمحت بإجلاء ربع المرضى فقط من غزة منذ أكتوبر 2023، والبالغ عددهم الإجمالي 21 ألفا".
ومنذ اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب القطاع، وإغلاق معبر رفح الحدودي، في أيار/ مايو 2024، لم يتم إخراج إلا 282 مريضا وجريحا فقط من قطاع غزة، وفقا لممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، ريك بيبركورن.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 45 ألف قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 107 آلاف أخرين.
1 / 6
طفل فلسطيني يواجه ورما يطفئ عينه وحصارا يمنعه من السفر للعلاج في الخارج
2 / 6
طفل فلسطيني يواجه ورما يطفئ عينه وحصارا يمنعه من السفر للعلاج في الخارج
3 / 6
طفل فلسطيني يواجه ورما يطفئ عينه وحصارا يمنعه من السفر للعلاج في الخارج
4 / 6
طفل فلسطيني يواجه ورما يطفئ عينه وحصارا يمنعه من السفر للعلاج في الخارج
5 / 6
طفل فلسطيني يواجه ورما يطفئ عينه وحصارا يمنعه من السفر للعلاج في الخارج
6 / 6
طفل فلسطيني يواجه ورما يطفئ عينه وحصارا يمنعه من السفر للعلاج في الخارج
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنّ مقاتلون من حركة حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.