محلل سياسي يوضح لـ"سبوتنيك" الأهداف التي يسعى إليها العراق في علاقته مع الإدارة الجديدة لسوريا

أكد المحلل السياسي العراقي، أياد العناز، أن المتغير السياسي السوري وانهيار المؤسسات الأمنية والعسكرية أحدث زلزالًا كبيرًا ليس في سوريا وحدها، ولكن في عموم منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، للأهمية السياسية والاقتصادية والمكانة الجيوسياسية التي يتمتع بها القطر السوري.
Sputnik
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أن العلاقات السورية-العراقية تتصف بتميزها وتجذرها بين الشعبين بسبب الترابط الاجتماعي والعشائري وحالة الجوار التي تتحكم بها مساحة الحدود المشتركة بين البلدين، ثم العلاقة الاقتصادية وحجم التبادل التجاري الذي يعطي أهمية بالغة في مستقبل العلاقة بينهما.
وقال العناز: "بحكم الأحداث التي جرت في الميدان السوري والعلاقة الاستراتيجية التي كانت تربط إيران بالنظام السياسي السوري السابق والدعم العسكري والاقتصادي الذي كانت طهران تقدمه لمساندته في مواجهة فصائل وقوى المعارضة السورية، ومنها دخول بعض المليشيات والفصائل المسلحة العراقية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني للقتال إلى جانب الجيش السوري السابق، تلك الفصائل تتمتع بتأثير ميداني في المشهد السياسي بالعراق وسيكون له انعكاسات واضحة على القرار السياسي العراقي المتعلق بكيفية إدارة العلاقة الثنائية مع التغيير السوري واستلام الحكومة الانتقالية وقيادتها لمهامها في إدارة شؤون البلاد".
وتابع، من الأهداف العليا والثوابت الرئيسية في العلاقات الدولية مراعاة المصالح والمنافع التي تسعى إليها جميع بلدان العالم، ومن هنا فإن أمام الحكومة العراقية مسؤولية كبيرة في تحديد أهدافها ومساراتها في تعزيز العلاقة الثنائية، بعيدًا عن أي تأثيرات إقليمية والنظر لمصلحة الشعب العراقي وابعاد البلاد عن أي صراعات مستقبلية متغيرات سياسية.
وأشار العناز إلى أن "تحديد مقومات الأمن القومي والوطني لأي بلد تعززه حالة التعاون والثقة المتبادلة بينهما، وبهذا المفهوم كانت طبيعة الزيارة التي قام بها الوفد العراقي لدمشق، نظرا لطبيعة المصالح الدولية والإقليمية التي تتجاذب في سوريا، والعمق الاستراتيجي الذي اتصفت به فصائل المعارضة للنظام والمدة الزمنية التي تمكنت من بعدها من دخول العاصمة دمشق".
رئيس الوزراء العراقي: استطعنا إبعاد المخاطر بعد التحول الذي حدث في سوريا
كشف العراق عن تفاصيل الاجتماع والملفات التي ناقشها وفد رسمي تابع له مع الإدارة السورية الجديدة، خلال زيارة أجراها إلى دمشق، الخميس الماضي.
وأفاد مصدر رفيع أن "المباحثات التي أجراها الوفد العراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات، حميد الشطري، ركزت على القضايا الأمنية والملفات ذات الصلة".
وأوضح المصدر الذي كان ضمن الوفد العراقي، أن "المناقشات تضمنت التعاون في حماية الحدود ومنع عودة نشاط تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول أخرى)، بالإضافة إلى تأمين السجون التي تضم عناصر التنظيم داخل الأراضي السورية"، وفقا لوكالة الأنباء العراقية (واع).
وأضاف أن "الوفد العراقي قدم رؤى وطلبات تتعلق باحترام الأقليات والمراقد المقدسة"، مشددًا على أن "العراق، باعتباره بلدا مؤثرا في المنطقة، يحرص على التعامل مع القضايا الراهنة بمنطق الدولة".
كما أكد المصدر أن "الإدارة السورية الجديدة أعربت عن دعمها لمطالب العراق ومخاوفه بشأن القضايا، التي تم تناولها خلال اللقاء".
مناقشة