وذكرت صحيفة هسبريس، أمس الخميس، أن هذا اللقاء يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الموريتانية تطورات إيجابية في ظل التحولات الإقليمية والدولية، ما يفتح آفاقا جديدة أمام إمكانية استغلال الحدود المشتركة بين البلدين لتعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي بينهما.
وأكدت أن هناك آمال ستتحول بتتويج استثمارات مشتركة بين الدولتين خاصة في منطقة الأقاليم الجنوبية، من أجل جعلها منصة لوجستية تربط المحيط الأطلسي بأفريقيا عبر موريتانيا.
وأشارت إلى أن إنشاء ميناء الأطلسي شمال الداخلة يعد مثالا حيا على حسن النوايا المغربية تجاه موريتانيا، خاصة بعد اختيار الموقع لتفادي أي تأثير اقتصادي سلبي على العاصمة الاقتصادية نواذيبو، فضلا عن حرص المغرب على عدم استغلال منطقة الكويرة بشكل أحادي، ما يعكس هو الآخر التزامه بتوازن المصالح مع جارته الجنوبية.
ومع تبني مشاريع استثمارية ضخمة بين البلدين، في ظل الانفتاح على تمويل دولي ومشاركة محلية، يمكن أن تحقق حلم شعوب المنطقة ببناء مستقبل مشترك يقوم على التنمية والاحترام المتبادل.
وتتسم العلاقات المغربية الموريتانية بحساسية خاصة في ظل التزام موريتانيا بالحياد الإيجابي في نزاع الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي يثير تساؤلات مشروعة في الأوساط المغربية حول أسبابه ومآلاته المعقدة، مع تجنب المملكة استعمال أي ضغوط سياسية أو اقتصادية على موريتانيا من أجل تبني موقف مغاير وأكثر وضوحا.
وترتبط الدولتان بمشروع أنبوب الغاز "أبوجا-الرباط" وسط رهانات الانفتاح على منطقة الساحل والصحراء، بشكل وثيق بموريتانيا باعتبارها شريكا حيويا، خاصة وان المملكة المغربية تعدها مشاريعا كبرى تعكس تقاطع المصالح بين البلدين وتعزيز فرص التنمية والاستقطاب الإيجابي لصالحهما.
وحول الدور الذي تقوم به موريتانيا كعضو مشارك في المفاوضات المباشرة المتعلقة بملف "الصحراء المغربية"، أكدت الصحيفة أن هذا الأمر يعكس مسؤوليتها في تعزيز الحوار الإيجابي بين الفرقاء السياسيين في الملف.
ولفتت إلى أن "حسم هذا النزاع بشكل نهائي سيفضي في النهاية إلى تحسين العلاقات المغربية-الموريتانية، وإلى تحقيق تعاون إقليمي أكثر شمولية وجودة بين دول المغرب الكبير".