واستدعت تلك الخريطة المتداولة ردود فعل غاضبة على المستويين الشعبي والرسمي للدول العربية التي بادرت إلى إدانة الخريطة، معتبرين إياها انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة ورفضها "للمزاعم الإسرائيلية وادعاءاتها الباطلة حيال الخريطة المنشورة من قبل حسابات رسمية تابعة له، التي تُظهر أجزاءً من دول عربية الأردن، ولبنان، وسوريا ضمن حدودها المزعومة"، حسبما ذكرت قناة "العربية".
وأكدت الخارجية السعودية أن مثل هذه "الادعاءات المتطرفة تدلل على نوايا سلطات الاحتلال في تكريس احتلالها والاستمرار في الاعتداءات السافرة على سيادة الدول، وانتهاك القوانين والأعراف الدولية".
وجددت المملكة مطالبتها للمجتمع الدولي للاضطلاع بدوره في وقف "الانتهاكات الإسرائيلية ضد دول المنطقة وشعوبها، والتأكيد على ضرورة احترام سيادة الدول وحدودها، للحد من تفاقم أزمات المنطقة، وتقويض الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل".
في السياق ذاته، استنكر الأردن بشدة الخريطة الإسرائيلية، وأدانت وزارة الخارجية في بيان، أمس الثلاثاء، ما نشرته الحسابات الإسرائيلية بأشد العبارات، كما أصدرت قطر بيانا ندد بالخريطة ذاتها، وقالت إن ذلك يعد "انتهاكا سافرا لقرارات الشرعية الدولية وأحكام القانون الدولي"، كذلك أدانت الخارجية الإماراتية نشر مثل هذه الخريطة مؤكدة أنها تعيق جهود السلام.
من جانبه، أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، نشر حسابات إسرائيلية رسمية بنشر خرائط ادعت أنها تاريخية، وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن نشر الخرائط المزعومة ليس تصرفاً عابراً، ولا بد من قراءته في سياق حالة التطرف اليميني والهوس الديني التي تغرق فيها الحكومة الإسرائيلية ورموزها، إلى حد استدعاء خرافات تاريخية وترويجها باعتبارها حقائق.
من ناحية أخرى، نفت إسرائيل وجود أي مطالب لها في أراض دول الجوار بعد الضجة التي أحدثتها الخريطة لما قيل إنها "مملكة إسرائيل" قبل 3 آلاف عام.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر، لـ"الحرة" إنه ليس لإسرائيل أي مطالب تتعلق بالأرض من الدول المجاورة لها.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية دخلت المنطقة العازلة مع سوريا في هضبة الجولان لأن الجيش السوري تخلى عن هذه المواقع، وعندما يعود الاستقرار ستعود إلى جانبها من المنطقة العازلة، وشدد منسر على أن الحكومة الإسرائيلية "ليست لديها أي دعاوي على هذه المناطق".