ونقلت وسائل إعلام أمريكية تصريحات ترامب، التي أدلى بها خلال جلسة لمدة 20 دقيقة مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، قال فيها إنه ناقش "رؤيته" في مكالمة هاتفية، في وقت سابق من اليوم، مع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، وسيتحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في هذا الخصوص.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير شؤون الأمن القومي المصري اللواء محمد عبد الواحد إن "تصريحات ترامب غريبة وعبثية ولا يليق برئيس دولة عظمى أن يعطي اقتراحا بنزوح شعب إلى دولة أخرى لما يمثله هذا من تدخل في شؤون الدول"، مشيرًا إلى أن "اليمين المتطرف ربما استطاع أن يؤثر على الجمهوريين للترويج لمثل هذا المشروع".
وأوضح عبد الواحد أن "الرئيس المصري حذر أكثر من مرة من خطورة المساس بالأمن القومي لمصر، وأكد رفضه القاطع لتهجير الفلسطينيين إلى أي مكان، لأن ذلك من شأنه تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر، كما أنه أمر يرفضه القانون الدولي وغير مسموح به في القرن الحادي والعشرين".
واعتبر الخبير إن "مصر لديها أوراق كثيرة، وهناك ثوابت في العلاقات المصرية الأمريكية تتمثل في السلام المصري الإسرائيلي، وهي دولة رائدة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة نيابة عن الاتحاد الأوروبي وشركائه في المنطقة وبالتعاون مع الولايات المتحدة، فضلا عن رعاية مصر للقضية الفلسطينية وهي التي تقوم بدور الوساطة، ولديها أيضا قناة السويس التي تمر بها الأساطيل الأمريكية ولها أولوية العبور" معربا عن اعتقاده بأن "واشنطن ستدرس كل خطوة قبل أن تقدم على مثل هذه القرارات".
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية أليف صباغ، إن "ترامب طرح مشروع إسرائيل الأساسي، وربما كان هذا الطرح نوع من جس نبض لرد فعل العرب والفلسطينيين، وبما أن هذا القول كان مجرد تصريح، ولم يصدر من البيت الأبيض ومن إدارة ترامب أي بيان يتضمن هذا المقترح فهذا يشير إلى أن ترامب على ما يبدو تراجع أو سيتراجع عن هذا الأمر لأن رد الفعل الفلسطيني والعربي كان واضحا بأنه لن يقبل بهذا المقترح".
وأوضح صباغ أن "مشروع التهجير قديم جدا، وتم طرحه مرارا في السابق، ولم ولن يقبل به الشعب الفلسطيني الذي تم خداعه في الماضي وتعلم من تجربته الأولى، ولن يسمح لأحد بتكرار ذلك، ولن يهجر وطنه مهما كانت الظروف، وكان هذا واضحا في الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في غزة، وما يثبت ذلك هو عودة هذا الكم الهائل من النازحين إلى شمال غزة اليوم" وأكد أن "كل توقيعات ترامب لن تجعل الفلسطينيين يوافقون على ترك أراضيهم وسيظل هذا الشعب سيظل متمسكا بأرضه".