وأدت الأعداد الهائلة من المواطنين إلى تشكل طوابير طويلة امتدت لساعات، بل إن بعضهم لجأ إلى المبيت في العراء لضمان تسجيل أسمائهم ضمن الأوائل، في ظل غياب بدائل أخرى للسيارات الجديدة.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تظهر تزاحم الجزائريين أمام وكالات شركة "فيات"، بعد الإعلان عن فتح باب التسجيل لشراء "دوبلو"، السيارة الوحيدة المتاحة حاليًا في السوق.
ولم تقتصر المشاهد على الانتظار الطويل، بل تطورت إلى مشاحنات وشجارات أمام الوكالات، خاصة أن بعض الفروع ترددت في فتح أبوابها خشية الفوضى.
وأثار المشهد جدلا واسعا بين الجزائريين، حيث أرجعه بعضهم إلى غياب الاستيراد وتأخر تشغيل مصانع السيارات، معتبرين أن المواطن مضطر لهذا التهافت بسبب ارتفاع أسعار السيارات المستعملة بشكل غير مسبوق.
فيما دعا آخرون إلى ضرورة فتح باب الاستيراد لتخفيف الأزمة.
وعلى الجانب الآخر، رأى بعض الجزائريين أن السيارة ليست حاجة أساسية تستدعي كل هذا التهافت، قائلين: "لا شيء يستحق المبيت في الشارع".
وتأتي هذه الأحداث في ظل استمرار اضطراب سوق السيارات في الجزائر، حيث لا تزال القيود المفروضة على استيراد المركبات الجديدة قائمة، بينما يُسمح فقط بالاستيراد الفردي للسيارات المستعملة التي يقل عمرها عن 3 سنوات، وهو خيار غير متاح للجميع. ومن المتوقع أن تبدأ مصانع السيارات العمل قريبا للإسهام في تلبية الطلب المتزايد.