عدنان الأجنف، من مدينة غريان في الجبل الغربي جنوب العاصمة الليبية طرابلس، صاحب إحدى أشهر معاصر زيت الزيتون في ليبيا، يحكي عن هذه الرحلة الطويلة التي بدأت منذ عام 1969 على يد أجداده الأوائل، محمد وعلي الأجنف، اللذين كانا من أوائل من أدخلوا المعاصر الحديثة إلى ليبيا، واضعين أسس صناعة متطورة تعتمد على أحدث التقنيات لضمان استخلاص زيت عالي الجودة.
الذهب السائل الليبي يتألق عالميا.. معاصر "الأجنف" تحصد الميداليات في جودة زيت الزيتون
© Sputnik . MAHER ALSHAERY
ويؤكد الأجنف أن شغف العائلة بهذه الصناعة لم يتوقف عند حدود الإنتاج المحلي، بل امتد إلى السعي للتميز عالمياً من خلال تطوير تقنيات العصر، والالتزام بالمعايير الدولية، والمشاركة في المسابقات العالمية، حيث كان الهدف دائمًا رفع اسم ليبيا في هذا المجال وترسيخ سمعتها كمنتج لزيت الزيتون البكر الممتاز.
اليوم، وبفضل التقاليد العريقة والخبرات المتراكمة، تسير ليبيا بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كمنافس قوي في سوق زيت الزيتون العالمي، وسط اهتمام متزايد بالقطاع ودعمه من قبل المؤسسات الرسمية والمزارعين والمنتجين.
الذهب السائل الليبي يتألق عالميا.. معاصر "الأجنف" تحصد الميداليات في جودة زيت الزيتون
© Sputnik . MAHER ALSHAERY
يقول الأجنف في حديثه لـ "سبوتنيك": "كبرنا على صناعة زيت الزيتون باستخدام المعاصر الحديثة، وهذا ما ورثناه عن أجدادنا، في عام 1986، بدأنا في إدخال تقنيات جديدة، ومع مرور السنوات، قمنا بتحديث معاصرنا بأحدث الماكينات لضمان إنتاج زيت زيتون عالي الجودة".
المشاركة في المنافسات الدولية يضيف الأجنف أن فكرة المشاركة في المسابقات الدولية جاءت بعد إتقانه معايير الجودة العالمية وأخذ دورات تدريبية في الخارج لفهم أسرار المهنة.
مؤكدا أن ليبيا تمتلك زيت زيتون عالي الجودة، وأنه شارك بنوع مميز من الزيتون الليبي يسمى "الشملالي".
الذهب السائل الليبي يتألق عالميا.. معاصر "الأجنف" تحصد الميداليات في جودة زيت الزيتون
© Sputnik . MAHER ALSHAERY
وتابع: "كانت ثمرة الزيتون تحظى برعاية خاصة منذ لحظة نموها على الشجرة وحتى عصرها، وبعد التأكد من جودتها عبر الاختبارات المعملية، قررت إرسال عينات للمشاركة في مسابقات دولية بدأت في تركيا، ثم قطر واليابان وغيرها، وكانت جميع المشاركات بمجهودات ذاتية، حيث كان يقوم بإرسال العينات وفق المعايير الصحيحة".
وفي عام 2022، حقق الأجنف إنجازًا تاريخيًا بحصوله على ميدالية ذهبية في جودة زيت الزيتون من اليابان، ما أثار دهشة وإعجاب الخبراء هناك بجودة المنتج الليبي.
الذهب السائل الليبي يتألق عالميا.. معاصر "الأجنف" تحصد الميداليات في جودة زيت الزيتون
© Sputnik . MAHER ALSHAERY
الإنجازات والاعتراف الدولي لم تتوقف الإنجازات عند اليابان، حيث حصد الأجنف ميداليات ذهبية في جنيف، لندن، الولايات المتحدة، قطر، تركيا، واليونان، بمجموع يقارب 30 مشاركة دولية، مما ساهم في رفع اسم ليبيا عاليًا في هذه الصناعة.
وقال: "الفرحة كانت كبيرة، خاصة أن هذا النجاح جاء بفضل جهود الأباء المخلصين الذين تعلمنا منهم هذه المهنة التي نفتخر بها"، حيث يحمل زيت الزيتون الليبي مواصفات نادرة، وهذا ما جعله يحصد هذه الجوائز العالمية".
دعم رسمي وإقبال شعبي
أشار الأجنف إلى أن الدولة الليبية، عبر جهاز تنمية الصادرات، بدأت مؤخرًا في تقديم بعض الدعم للمنتجين المحليين، مثل توفير الأدوات اللازمة وترشيحهم للمشاركات الدولية، وكان آخر دعم تلقاه هو الترشيح للمشاركة في مسابقة في سلطنة عُمان.
كما شهدت هذه الإنجازات تفاعلًا واسعًا من الليبيين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر الكثيرون عن فخرهم بهذا النجاح، مما زاد من الوعي بأهمية دعم هذه الصناعة الحيوية.
الذهب السائل الليبي يتألق عالميا.. معاصر "الأجنف" تحصد الميداليات في جودة زيت الزيتون
© Sputnik . MAHER ALSHAERY
وأكد الأجنف أن ليبيا تمتلك كل المقومات لتكون من الدول الرائدة عالميًا في إنتاج زيت الزيتون، وذلك بفضل جودة التربة واعتدال المناخ، وعمر أشجار الزيتون الطويل، بالإضافة إلى إصرار المزارعين على الإنتاج والتطوير.
ويشير إلى أن هناك زيادة سنوية في زراعة الزيتون وإنتاج الزيت، مع إقبال كبير من الأهالي على عصر زيت الزيتون، مما يعكس الوعي المتزايد بأهمية هذه الصناعة.
وحفاظًا على الإرث العائلي وتحقيق النجاح المتواصل يقول الأجنف: "الحفاظ على اسم العائلة في هذا المجال كان تحديًا كبيرًا، لكننا استطعنا بفضل المعايير الصارمة والعمل الجاد أن نحافظ على سمعتنا ونوسع شهرتنا عالميًا".
الذهب السائل الليبي يتألق عالميا.. معاصر "الأجنف" تحصد الميداليات في جودة زيت الزيتون
© Sputnik . MAHER ALSHAERY
وكان آخر إنجاز تحقق قبل يومين، حيث حصدت معاصر الأجنف الميدالية الذهبية وجائزة المركز الأول كأفضل زيت زيتون بكر ممتاز في ليبيا لعام 2024، في المسابقة التي نظمها مركز تنمية الصادرات الليبي.
وتابع: "بهذه الإنجازات، يثبت زيت الزيتون الليبي أنه "ذهب سائل يستحق التقدير العالمي"، ومع استمرار الجهود في تطوير الصناعة، قد تكون ليبيا قريبًا في مقدمة الدول المنتجة لأجود أنواع زيت الزيتون في العالم، خاصة مع تزايد الاهتمام بتطبيق المعايير الدولية في زراعة الزيتون واستخلاص زيت بجودة عالية، ودعم الدولة والمستثمرين لهذا القطاع الواعد".
وتابع: "كما أن الانفتاح على الأسواق العالمية والمشاركة المستمرة في المنافسات الدولية يساهمان في تعزيز مكانة ليبيا كواحدة من أهم الدول المنتجة والمصدرة لزيت الزيتون عالي الجودة".