وأضاف أحمد، أن الجهود التركية أفضت إلى لقاء قيادة البلدين وإرجاع الأمور إلى نصابها في السلام والتفاهم على حل خلافاتهم عبر الحوار وتقديم المصالح المشتركة.
وأشار رئيس المعهد الإثيوبي، إلى أن ما وصلت إليه الآن العلاقة بين الصومال وإثيوبيا يعتبر مستوى متقدم جدا من توافر الثقة بين الجانبين، ونجحت الوساطة التركية في جعل التعاون بين الطرفين لمصلحة شعوبهم هدفا أساسيا، وهو ما تسعى له قيادة الدولتين في المستقبل القريب، لتحقيق كافة الأهداف بما فيها التوصل لاتفاق المنفذ البحري لإثيوبيا ضمن ضمانات السيادة الصومالية وبلوغ التعاون المنشود بين البلدين الشقيقين.
أعلن علي محمد عمر، وزير الدولة الصومالي للشؤون الخارجية، أن بلاده تجري محادثات مع إثيوبيا لتمكينها من الوصول إلى ميناء على المحيط الهندي، في خطوة تهدف إلى إنهاء النزاع بين البلدين الذي اشتعل بسبب سعي إثيوبيا للحصول على منفذ بحري مباشر.
ونقلت قناة "الشرق" عن عمر قوله، أن الجانبين يسعيان للتوصل إلى اتفاق إطاري بحلول يونيو/ حزيران المقبل، يحدد نوع الميناء وموقعه الدقيق والتكلفة الإجمالية للمشروع.
جاءت هذه التصريحات بعد اجتماع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في العاصمة مقديشو، قبل أيام، فيما لم ترد تعليقات من السكرتيرة الصحفية لمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، بيلين سيوم، أو المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، نيبيات غيتاتشو، على طلبات التعليق.
وتصاعدت التوترات بين الصومال وإثيوبيا في يناير/ كانون الثاني 2024، عندما أعلن آبي أحمد عن خطط للتوصل إلى اتفاق مع إقليم أرض الصومال، ذي الحكومة المستقلة (الذي لا يعترف به الصومال) للحصول على منفذ بحري وقاعدة عسكرية في خليج عدن. وكان من المقرر أن تحصل أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها عام 1991 دون اعتراف دولي، على حصة في شركة الخطوط الجوية الإثيوبية، أكبر شركة طيران في أفريقيا.
في ديسمبر الماضي، توسط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتفاق بين آبي أحمد وحسن شيخ محمود، يقضي بحل النزاع بحلول نهاية الشهر الجاري. وفي أكتوبر الماضي، أعلن الصومال أن شركة "ميتاغ هولدينغ" التركية ستبدأ بناء ميناء في مدينة هوبيو الساحلية بحلول نهاية العام.
وفي وقت سابق، أكد السفير نبيات جيتاشو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، أن إثيوبيا والصومال أعادت تعزيز علاقاتهما من خلال تبادل زيارات عمل متكررة رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده السفير صباح اليوم، حيث ناقش القضايا الوطنية والإقليمية والدولية الراهنة.
وأشار نبيات إلى أن الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات بين البلدين أثبتت فعاليتها، خاصة في إطار الدبلوماسية السياسية. وأكد أن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى مقديشو تعد مؤشرًا واضحًا على تحسن العلاقات وبدء فصل جديد في العلاقات الثنائية.
في أعقاب الزيارة، أصدر البلدان بيانًا مشتركًا أكد على أهمية المسار الجديد في علاقاتهما، ليس فقط لتعزيز العلاقات الثنائية، بل أيضًا لدعم السلام والأمن الإقليميين. وأشار نبيات إلى أن التنمية الشاملة لكلا البلدين مترابطة، مؤكدًا أن أمن الصومال يؤثر بشكل مباشر على استقرار إثيوبيا.
وأضاف أن البلدين اتفقا على التعاون في مشاريع استراتيجية تعود بالنفع المتبادل على شعبي البلدين، مشيرًا إلى أن إثيوبيا ستشارك في مهام حفظ السلام في الصومال. كما أكد التزام البلدين بمكافحة الإرهاب والمساهمة في تحقيق السلام والأمن الإقليمي والدولي، بما يتماشى مع الاتفاقيات الموقعة بينهما.
يذكر أن إثيوبيا أصبحت ثالث أكبر اقتصاد في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية، دولة غير ساحلية بعد انفصال إريتريا عنها عام 1993، مما جعلها تعتمد على موانئ جيرانها. وتأتي هذه المحادثات في إطار الجهود الإقليمية لتخفيف التوترات وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
يُعتبر الوصول إلى منفذ بحري أمرًا حيويًا لإثيوبيا، حيث يمكن أن يساعد في تعزيز تجارتها وتقليل تكاليف الاستيراد والتصدير. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، وإنهاء النزاع الطويل حول المنافذ البحرية.